نام کتاب : تفسير آية المودة ( سلسلة إعرف الحق تعرف أهله ) نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 121
للرسالة ، ومن المعلوم أنّه لولا التساوي والتناسب بين الشيء ومقابله لم يصدق على الشيء عنوان « الأجر » ، وحينئذ ، فإذا لاحظنا عظمة الرسالة المحمّدية عند الله وعند البشريّة ، اهتدينا إلى عظمة هذا الأجر وهو « المودّة في القربى » . وكذا بناءً على الانقطاع ، لأنّ الروايات قد دلّت على أنّ المسلمين اقترحوا عليه صلّى الله عليه وآله وسلّم أن يدفعوا إليه في مقابل أداء الرسالة من الأموال ما يكون معه في سعة ، فأجاب - بناءً على هذا القول - بالردّ وأنّه لا يسألهم أجراً أصلا ، ثمّ قال : ولكن « المودّة في القربى » فجعلها هي الشيء المطلوب منهم والواجب عليهم . . . فإيجاب المودّة - في مثل هذا المقام ، دون غيرها ممّا كان بالإمكان أن يطلبه منهم - يدلُّ على أنّ هذا الأمر أهمّ الأشياء عند الله والرسول . وعلى الجملة . . ليس المراد مجرّد المودّة والمحبّة ، بل هي المحبّة المستتبعة للانقياد والطاعة ، قال تعالى : ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ ) [1] والاتّباع يعني إطاعة الأمر كما في الآية
[1] سورة النساء 4 : 21 . وراجع التفاسير كالرازي 8 / 17 .
121
نام کتاب : تفسير آية المودة ( سلسلة إعرف الحق تعرف أهله ) نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 121