نام کتاب : الوهابيون والبيوت المرفوعة نویسنده : السنقري جلد : 1 صفحه : 26
النور من قرص الشمس إلى السقف الذي غير مقابل للشمس . وأرواح الأنبياء والأوصياء والصالحين ، كالوسائط بين واجب الوجود وبين الخلق . والتحقيق : أن المعصية ليست بما هي علة للتعذيب والخلود ، وإنما هي المقتضي له لولا المانع ، من الاستشفاعات المنصوبة من الله الرؤوف المالك للشفاعة . كما يشهد به الكتاب والسنة وبداهة حكم العقل مع قرينة شدة الرأفة والرحمة منه تعالى . ولذلك فرق الشارع بين نية الحسنة ونية السيئة في الاستحقاق وعدمه ، مع أنهما في الاقتضاء سواء ، سبقت رحمته غضبه . فقد ظهر : أن الحديثين إنما سيقا لبيان الاقتضاء : أما الأول : فبدليل قوله صلى الله عليه وآله وسلم في النبوي : ( لو لم ترسلوا عليها نارا فتحرقوها ) . أما الثاني : فبضرورة ما في السباق من احتمال العثرات ، وصريح ما ورد في الحبط من الآيات والعمومات ، النافية لاستحقاق العقوبة على نية السيئات ، وأنها لا تكتب ما لم يتلبس بها . وبالجملة : فلو لم تكن المعاصي مقتضيات لما كان النادم عليها ماحيا لها تائبا عنها ، كما صح : أن ( التائب من الذنب كمن لا ذنب له ) . وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( من سرته حسنته وسائته سيئته فهو مؤمن ) . وذلك لوضوح أن من ساءته سيئة ، فهو النادم منها التائب عنها الماحي لها ، ومعه فلا غرو ولا عجب أن يجعل الله الأمر بالمودة والتمسك والتوسل بذوي القربى من أهل بيت رسوله ، مانعا لتأثير المعصية ، شافعا فيها ، توبة عنها ، ماحيا لها ، وإن رغم الراغمون ، وخسر هنالك المبطلون .
26
نام کتاب : الوهابيون والبيوت المرفوعة نویسنده : السنقري جلد : 1 صفحه : 26