نام کتاب : الوهابيون والبيوت المرفوعة نویسنده : السنقري جلد : 1 صفحه : 50
وبالجملة : فإن كان المراد من النكير مجرد الزيارة للقبور والتبرك بها والصلوات والدعاء عندها ، فقد عرفت أنه أمر راجح مسنون ، وستعرف الأمر بها في العمومات من الآيات والقرآن العظيم ، فانتظر المقام الثالث . وإن أراد من ذلك عبادتها واتخاذها - معاذ الله - آلهة تعبد من دون الله ، فحاشا ، ثم حاشا من ذلك . حيث لم نر ولم نشهد ولم نسمع أن أحدا من المسلمين اعتقد بشئ من ذلك ، أو خطر بباله ، فكيف بالشيعة الإمامية ، وهم أول الموحدين ، وأحوطهم في تقديس الله رب العالمين ، وأدقهم في تقديسه ومعرفته صلى الله عليه وآله وسلم ، إذ ورثوا وأخذوا علومهم ومعارفهم عن مهابط الوحي والتنزيل ؟ ! فما معنى إنكار التبرك بالقبور وزيارتها وتعاهدها ، وبناء القباب عليها والوقوف عندها ؟ ! وأي وجه للرمي بأنها وسيلة للشرك ؟ ! وقد علمت أنه ليس ذلك إلا للغايات الدينية ، حفظا لآثارهم وقبورهم الكريمة ، وصيانة عن الاندراس والانطماس وفوات انتفاع المؤمنين بزيارتهم ، والإسراج بها لتلاوة القرآن وذكر الله عندها . أو ما تقدم أن العبادة ليست مطلق الخضوع ، وإلا لكان الوهابيون الخاضعون لشهواتهم العابدون لأهوائهم في معاصيهم كفارا . وإنما العبادة هي الخضوع الخاص المقرون بالإخلاص عند أمر الله الواجب العظيم لذاته . ( تعظيم ما أمر الله ، هو من عبادة الله وطاعته ) على أن تعظيم المأمور به لتعظيم أمر الله - عز وجل - إنما هو في الحقيقة
50
نام کتاب : الوهابيون والبيوت المرفوعة نویسنده : السنقري جلد : 1 صفحه : 50