نام کتاب : الوهابيون والبيوت المرفوعة نویسنده : السنقري جلد : 1 صفحه : 45
وفي المنقول عن كتاب له في فتاواه ( مسألة 22 ) [1] قال : ( لو سافر إلى المسجد النبوي ، ثم ذهب معه إلى قبا ، فهذا يستحب ، كما يستحب زيارة أهل البقيع وشهداء أحد ) انتهى كلامه . وأما الدعاء عندها فلقوله تعالى : ( ولا تقم على قبره ) . حيث ذكر المفسرون - كأبي السعود والإمام الرازي وغيرهم من أعاظم المفسرين - : أن النبي كان من عادته إذا دفن الميت ، وقف على قبره ساعة ، ودعا له . ففي الآية دلالة على أن القيام على القبور للدعاء عبادة مشروعة ، ولولا ذلك لم يخص بالنهي عن الكافر . ( إسلام السلفية والوهابية ) وبها استدل أيضا شيخ الوهابية ومؤسس ديانتهم أحمد بن تيمية فيما نقل عنه من كتاب له في فتاواه ( في جواب مسألة 518 ) [2] قال : ( فأما الزيارة الشرعية فهي من جنس الصلاة على الميت ، يقصد بها الدعاء للميت ، كما يقصد بالصلاة عليه ، كما قال الله في حق المنافقين ( ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره ) فلما نهى عن الصلاة على المنافقين والقيام على قبورهم ، دل ذلك بطريق مفهوم الخطاب وعلة الحكم على أن ذلك مشروع في حق المؤمنين . والقيام على قبره بعد الدفن هو من جنس الصلاة عليه قبل الدفن ، يراد به الدعاء له .