نام کتاب : الوهابيون والبيوت المرفوعة نویسنده : السنقري جلد : 1 صفحه : 33
فالجواب : إن الله أعطاه الشفاعة ، ونهاك عن هذا ، يعني به الشرك ، وقال ( فلا تدعوا مع الله أحدا ) . فإن كنت تدعو الله أن يشفعه فيك فأطعه في قوله : ( فلا تدعوا مع الله أحدا ) . وأيضا فإن الشفاعة أعطاها غير النبي ، فصح أن الملائكة يشفعون ، والأولياء يشفعون ، والأفراط يشفعون أتقول : إن الله أعطاهم الشفاعة فأطلبها منهم ؟ ! فإن قلت هذا ، رجعت إلى عبادة الصالحين . أقول : إعلم أن موضع المغالطة من كلامه ، هو أنه زعم أن الشفاعة هي شفع الغير مع الله في المسألة والدعوة لقضاء الحوائج . ولم يدر المسكين أن الشفاعة - كما مر تعريفها في صدر المقام - هو شفع الغير وضمه مع المستشفع للذهاب إلى الله وتوجههما معا إليه سبحانه ، ودعاؤنا الشفيع دعوته لذلك ، لا ما توهمه المغالط . ( ليست الشفاعة بشرك ) وبعدما ثبتت الشفاعة إجمالا وتفصيلا ، كتابا وسنة ، إجماعا وعقلا ، حيا كان الشفيع أو ميتا ، فقد علم بالضرورة من الشريعة : أنها ليست بشرك . وأن الاستشفاعات والتوسلات لا تنافي شيئا من التوحيد ولا الإخلاص . وأن دعاء الصالحين والالتماس منهم إنما هو لكي يدعو الله للعباد بالرحمة والمغفرة ، فليس من الدعاء المنهي عنه . وإنما الدعاء المنهي عنه في قوله تعالى : ( فلا تدعوا مع الله أحدا ) هو أن العبد يقرن الصالحين بالله في دعائه ، ويسألهما معا في عرض واحد ، وذلك بقرينة لفظ ( مع ) ، وكما هو معنى الشرك والتشريك في العبادة ، فإن الإشراك هنا وضع
33
نام کتاب : الوهابيون والبيوت المرفوعة نویسنده : السنقري جلد : 1 صفحه : 33