نام کتاب : الرد النفيس على أباطيل عثمان الخميس نویسنده : حسن عبد الله علي جلد : 1 صفحه : 300
المرتاب بأن مقصود النبي الخلافة لا غير . ومن ذلك أنه ( ص ) مهد لذلك بأن أخذ إقرار المسلمين على أولويته بهم من أنفسهم ، وقوله ( ص ) : ( ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ ) ورد عندنا وعند القوم بأسانيد صحيحة ، فلا شك في صحة هذه العبارة وصدورها من رسول الله ( ص ) ، وقد مرت عليك نماذج من رواياتهم التي تضمنتها . ويكفي المعاند أن يعرف معنى هذه العبارة ، وما هو مراد النبي ( ص ) منها ؟ . فقد ورد مثلها في القرآن الكريم وهو قوله تعالى : { النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ } [1] والمراد منها ؛ أن النبي ( ص ) له الولاية العامة المطلقة على المسلمين في جميع ما يتعلق بأمور دينهم ودنياهم ، فهو أولى من كل مسلم في المسائل الاجتماعية والفردية ، وكذلك في المسائل المتعلقة بالحكومة والقضاء والدعوة وغيرها ، وأن أمره ورأيه مقدم على أمر ورأي أي مسلم ، وأنه إذا توجه خطر إلى نفس النبي ( ص ) فيلزم المسلم أن يقيه ويفديه بنفسه ، وأن يكون ( ص ) أحب إلى المسلم من نفسه . فهذه الأولوية هي التي مهد بها النبي ( ص ) وأثبتها لعلي ( ع ) . وقد نص على أن المراد بقوله تعالى : { النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ } هذا المعنى عامة علماء أهل السنة ، واقتصار بعضهم على ذكر بعض المصاديق لهذه الولاية والأولوية لا يعني انحصار المعنى بها . ثم إن الأولوية والولاية هنا مطلقة ، وتقييدها ببعض المصاديق دون البعض لا