نام کتاب : التوسل بالنبي ( ص ) وجهلة الوهابيين نویسنده : أبي حامد بن مرزوق جلد : 1 صفحه : 278
وإغاثة من يستغيث بها كالأحياء سواء بسواء ، بل أشد وأعظم . وقد ذكرنا لك فيما سبق عن ابن القيم أن الأرواح القوية كروح أبي بكر وعمر ربما هزمت جيشا إلى آخر ما ذكرناه ، فإن كانوا لا يعرفون إلا المحسوسات ولا يعترفون إلا بالمشاهدات فما أجدرهم أن يسموا طبيعيين لا مؤمنين ، على أننا نتنزل معهم ونسلهم لهم أن الأرواح بعد مفارقة الأجساد لا تستطيع أن تعمل شيئا ، ولكن نقول لهم : إذا فرضنا ذلك وسلمناه جدلا فلنا أن نقرر أنه ليست مساعدة الأنبياء والأولياء للمستغيثين بهم من باب تصرف الأرواح في هذا العالم على نحو ما قدمنا ، بل مساعدتهم لمن يزورهم أو يستغيث بهم بالدعاء لهم كما يدعو الرجل الصالح لغيره ، فيكون من دعاء الفاضل للمفضول أو على الأقل من دعاء الأخ لأخيه ، وقد علمت أنهم أحياء يشعرون ويحسون ويعلمون ، بل الشعور أتم والعلم أعم بعد مفارقة الجسد لزوال الحجب الترابية وعدم منازعات الشهوات البشرية . وقد جاء في الحديث : إن أعمالنا تعرض عليه صلى الله تعالى عليه وسلم فإن وجد خيرا حمد الله وإن وجد غير ذلك استغفر لنا . لنا أن نقول إن المستغاث به والمطلوب منه الإغاثة هو الله تعالى ، ولكن السائل يسأل متوسلا إلى الله بالنبي أو الولي في قضاء حاجته ، فالله هو الفاعل والسائل سأله تعالى ببعض المقربين لديه الأكرمين عليه فكأنه يقول : أنا من محبيه ( أو محسوبيه ) فارحمني لأجله ، وسيرحم الله كثيرا من الناس يوم القيامة لأجل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وغيره ، من الأنبياء والأولياء والعلماء بالشفاعية . وبالجملة فإكرام الله لبعض أحباب نبيه لأجل نبيه بل بعض العباد لبعض أمر معروف غير مجهول ، فمن ذلك الذين يصلون على الميت ويطلبون من الله أن يكرمه ويعفو عنه لاحلهم بقولهم :
278
نام کتاب : التوسل بالنبي ( ص ) وجهلة الوهابيين نویسنده : أبي حامد بن مرزوق جلد : 1 صفحه : 278