responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوسل بالنبي ( ص ) وجهلة الوهابيين نویسنده : أبي حامد بن مرزوق    جلد : 1  صفحه : 267


التوسل وجهلة الوهابيين قلنا في العدد السابق : إنه لا بأس أن نتوسل بالنبي صلى الله تعالى عليه وسلم ونستغيث به في حياته وبعد مماته ، لأن التوسل إنما هو بمنزلته عند الله ، وهي ثابتة له في الدنيا والآخرة ، والمطلوب منه هو الله تعالى ، على أنا لو طلبنا من النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أن يتشفع لنا عنده تعالى لصح عقلا ونقلا ، فإنه يمكنه وهو في البرزخ أن يسأل الله لنا كنا كان يسأله في حياته .
وقد قلنا إن الأرواح بعد الموت باقية فاهمة مدركة ، بل نقلنا عن إمامهم ابن القيم إن للروح بعد مفارقة الجسد أعمال تعملها ( في هذا العالم ) لا يمكنها أن تعملها حال اتصالها بالبدن إلى آخر ما نقلناه عنه ، وهو معقول جدا ، فإن الأرواح لم تستمد قوتها من الأشباح حتى تذهب قواها وخصائصها بمفارقتها ، بل الأشباح هي التي تستمد حياتها وأفاعيلها من الأرواح ، فما هذا الاشتباه الذي أدى إلى قلب الحقائق ومصادمة المعقول والمنقول ؟ ، على أن تخصيص الجواز بالحي دون الميت أقرب إلى إيقاع الناس في الشرك ، فإنه يقتضي أن للحي فعلا يستقل به دون الميت ، فأين هذا من قولنا إن الفعل في الحقيقة لله لا للحي ولا للميت ؟ .
ومن أمعن النظر في كلامهم لم يفهم منه إلا مذهب المعتزلة في الأحياء ومذهب الذين يئسوا من أصحاب القبور في الأموات ، وعلى كل حال فالغفلة عن الفاعل الحقيقي وتخيل أن الفاعل غيره أظهر في الأحياء منه في الأموات .
وقد نقلنا لك كلام الشوكاني = وهو من أئمتهم = في التوسل ورده على العز ابن عبد السلام في تخصيص جواز ذلك بالنبي صلى الله تعالى عليه وسلم وقال : إنه لا فرق بينه وبين غيره .
ولنقل على سبيل التنزل عسى أن ينقطع النزاع بيننا وبينهم : لماذا لا تجعلون التوسل بالولي أو النبي توسلا بعمله الصالح ؟ فإنك تتوسل بالولي من حيث هو ولي

267

نام کتاب : التوسل بالنبي ( ص ) وجهلة الوهابيين نویسنده : أبي حامد بن مرزوق    جلد : 1  صفحه : 267
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست