نام کتاب : التوسل بالنبي ( ص ) وجهلة الوهابيين نویسنده : أبي حامد بن مرزوق جلد : 1 صفحه : 265
الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشئ ) ليس بوارد ، بل هو من الاستدلال على محل النزاع بما هو أجنبي عنه . فإن قولهم ( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) مصرح بأنهم عبدوهم لذلك ، والمتوسل بالعالم مثلا لم يعبده بل علم أن له مزية عند الله بحمله العلم فتوسل به لذلك . وكذلك قوله تعالى : ( فلا تدعوا مع الله أحدا ) فإنه نهى أن يدعى مع الله غيره ، كأن يقول يا الله يا فلان ، والمتوسل بالعالم مثلا لم يدع إلا الله ، وإنما وقع منه التوسل إليه بعمل صالح عمله بعض عباده ، كما توسل الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة بصالح أعمالهم . وكذلك قوله تعالى : ( والذين يدعون من دونه ) الآية فإن هؤلاء دعوا من لا يستجيب لهم ، ولم يدعوا ربهم الذي يستجيب لهم ، والمتوسل بالعالم مثلا لم يدع إلا الله ولم يدع غيره دونه ولا دعا غيره معه ، فإذا عرفت هذا لم يخفف عليك دفع ما يورده المانعون للتوسل من الأدلة الخارجة عن محل النزاع . إلى أن قال : والمتوسل بنبي من الأنبياء أو عالم من العلماء لا يعتقد أن لمن توسل به مشاركة لله جل جلاله في أمر ، ومن اعتقد هذا لعبد من العباد سواء كان نبيا أم غير نبي فهو في ضلال مبين . وهكذا الاستدلال على منع التوسل بقوله تعالى : ( ليس لك من الأمر شئ ) ، ( قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا ) ، فإن هاتين الآيتين مصرحتان بأنه ليس لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم من أمر الله شئ ، وأنه لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فكيف يملك لغيره ؟ ، وليس فيهما منع التوسل به أو بغيره من الأنبياء والأولياء والعلماء . وقد جعل الله لرسوله صلى الله تعالى عليه وسلم المقام المحمود مقام الشفاعة العظمى وأرشد الخلق إلى أن يسألوه ذلك ويطلبوه منه وقال له : ( سل تعط واشفع تشفع ) .
265
نام کتاب : التوسل بالنبي ( ص ) وجهلة الوهابيين نویسنده : أبي حامد بن مرزوق جلد : 1 صفحه : 265