نام کتاب : التوسل بالنبي ( ص ) وجهلة الوهابيين نویسنده : أبي حامد بن مرزوق جلد : 1 صفحه : 261
الذي أجمعنا جميعا على كفره وعداوته ، بل اتقوا الله في أنفسكم ، واعلموا أن النفس أمارة بالسوء وإن من اتبع هواه ضل عن سبيل الله ولو سلكنا مسلككم واتبعنا خطتكم وقابلنا السيئة بالسيئة لقلنا لمن يريد نصحكم = ونحن يائسون منكم = : ( أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا ؟ ، أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون ؟ إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا ) ، وعلى نهجكم كان يمكننا أن نسير ولكن ديننا أعز علينا من أعراضنا التي نهشتموها ودمائنا التي استبحتموها ، ولعمر الله لقد صيرتم الإسلام بذلك نارا مضطرمة على وجه الأرض لا دين يسر وسلام كما جعله الله ، بل صار دين جهالة وجمود مع أن نبيه صلى الله تعالى عليه وسلم يقول : ( إن الله لا ينظر إلى صوركم وأعمالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم ونياتكم ) . وإنا لنعلم أن الفرق الضالة كلها تستدل بالقرآن على نحلها ونزعاتها ، فلا يغرنكم ما تستدلون به من الآيات في غير محل الاستدلال مطبقين إياها على المسلمين خطأ وجها = كما فعل أسلافكم = فإن ذلك لا يغني عنكم من الله شيئا . والناجي من نجاه الله تعالى : ( من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا ) . ولا أدري لماذا قامت قيامتكم ؟ ، وقد قلنا نعتقد في توسلنا إن الله هو الفاعل ، ولسنا نطلب من غيره فعلا ولا عملا ، ولكن نسأله بمنزلة النبي عنده ، وتلك المنزلة ثابتة له في الدنيا والآخرة ، وبها نذهب إليه للشفاعة يوم القيامة وذكرنا وجوها أخرى هي في غاية الوضوح لا داعي لا عادتها ، وسنفيض بعد فيما يقنع المناظر ويقحم المكابر ، فما ذلك الشرك الذي شغفتم بذكره ؟ ، وما ذلك التكفير الذي جننتم برمي المسلمين به ؟ . وسنذكر من أدلة التوسل ما يلقمكم الحجر ونبين لكم أن آية : ( وإن استنصروكم في الدين ) ، ما ذكرناها إلا لما قاله بعض أئمتكم وستسمعونه بعد ، ولأننا لا نستبعد منكم شيئا مما يعقل ولا يعقل ، ولأن التفرقة بين الأحياء والأموات في هذا المقام غير صحيحة ، فإن الطلب من الله والفعل لله لا من المستغاث به على أنه يستطيع أن ينفعنا بدعائه على ما نوضحه أتم توضيح .
261
نام کتاب : التوسل بالنبي ( ص ) وجهلة الوهابيين نویسنده : أبي حامد بن مرزوق جلد : 1 صفحه : 261