نام کتاب : التوسل بالنبي ( ص ) وجهلة الوهابيين نویسنده : أبي حامد بن مرزوق جلد : 1 صفحه : 231
وقوله : ( ونسبوه إلى الزندقة لقوله : إن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم لا يستغاث به ) ، وتقدم تقريره بالحج القاطعة في كلام الإمام السبكي ، وفي كلامي . وقوله : ( ونسبه قوم إلى السعي في الإمامة إلى قوله وكان إذا حوقق ) ، غير مستنكر هذا منه ولكن بينه وبين ابن تومرت من الفرق كما بين السماء والأرض في كل شئ ، فأفعل التفضيل لا يدخل بينهما . وقوله : ( وكان إذا حوقق وألزم إلى قوله ودار بينه وبين أبي حيان كلام ) ، دليل على جهله وانطوائه على غرض سئ . ولم نر ولم نسمع في التاريخ الإسلامي أن البدعي إذا ناظر سنيا فألزمه السني الحجة ، قال لم أرد هذا وإنما أردت كذا ويذكر احتمالا بعيدا روغان الثعلب ، فإما أن يرجع إلى الحق وهم قليل وإما أن يسكت ويبقى مصرا على ضلاله . وقد ناطر ابن عباس رضي الله تعالى عنهما الحروريين فألزمهم الحجة فافترقوا على ثلاث فرق : فرقة رجعت إلى حيدرة كرم الله وجهه ، وفرقة بقيت متحيرة ، وفرقة صممت على الضلال ومحاربة أمير المؤمنين حيدرة كرم الله وجهه . وناظر أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه صاحبي شوذب الخارجي فألزمهما الحجة فرجع أحدهما إلى الحق وتاب ، وصمم الآخر على ضلاله . وناظر الإمام أبو حنيفة رضي الله تعالى عنه الزنادقة فقطعهم فتابوا على يده ، وناظر أيضا أصحاب الضحاك الخارجي فقطعهم ولم يرجعوا عن عقيدتهم ، وناظر الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه كلا من حفص الفرد وبشر المريسي فألزمهما الحجة ولم يرجعا عن ضلالهما ، وناظر أبو محمد الأذرمي القاضي أحمد بن أبي داود رئيس المعتزلة إمام الواثق فأفحمه ولم يرجع عن عقيدته ، وناظر الإمام أبو الحسن الأشعري شيخه الجبائي فألزمه الحجة ولم يجرع عن اعتزاله ، وناظر القاضي أبو بكر الباقلاني جماعة من المعتزلة في رؤية الله تعالى وغيرها عند الصاحب بن عباد فأفحمهم ولم يرجعوا عن اعتزالهم .
231
نام کتاب : التوسل بالنبي ( ص ) وجهلة الوهابيين نویسنده : أبي حامد بن مرزوق جلد : 1 صفحه : 231