نام کتاب : التوسل بالنبي ( ص ) وجهلة الوهابيين نویسنده : أبي حامد بن مرزوق جلد : 1 صفحه : 229
وقال في كل واحدة منها إن السنة لم تبلغه ولم يلوموهم ولم يجمعوا ذلك في كتاب وينشروه بين العامة ، تأدبا معهم ، فتحقق بهذا أنه هو الذي وضع الملام عليهم ، وحاول رفعه بجعجعته هذه ، وهيهات رفعه فإن رفع الواقع محال ، ولا يرفعه عنهم قوله في آخر صفحة 8 : ( وهؤلاء - يعني الخلفاء - كانوا أعلم الأمة وأفقهها وأتقاها وأفضلها فمن بعدهم أنقص منهم ) . ففحوى كلامه هذا أنهم ناقصون بدليل : ( فمن بعدهم أنقص منهم ) ، وليس العلم بكثرة الرواية ، وإنما هو نور يقذفه الله تعالى في قلب من يشاء من عباده = كما قال إمام دار الهجرة = ، وهو الفهم بدليل قوله صلى الله تعالى عليه وسلم ( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ) . والغالب إن من يحفظ كثيرا يكون أقل علما ، والخلفاء الأربعة محفوظ كل واحد منهم من السنة قليل جدا بالنسبة لحفاظ الصحابة وكل واحد منهم أعلم ممن يحفظها منهم ، وهكذا يطرد فيمن بعدهم من التابعين وأتباعهم ، وهلم جرا ، وهذا الإمام أحمد بن حنبل قالوا : كان يحفظ مليونا من الأحاديث ، أي باعتبار تعدد طرقها ، وكان يذعن للإمام الشافعي الذي كان أقل حفظا لها منه ويأخذ بركابه . وقد قال الإمام أحمد : ما من صاحب محبرة إلا وللشافعي عليه منة ، وكان الإمام الشافعي يقول له وللإمام عبد الرحمن بن مهدي : إذا رأيتما حديثا صحيحا فأعلماني به . وكان التابعي الشهير سليمان بن مهران الأعمش أحفظ للسنة من أبي حنيفة الذي هو من أقرانه ، وقد قال مرة للإمام أبي حنيفة معترفا بفضله : أنتم الأطباء ونحن الصيادلة ، وطلب من أبي حنيفة لما أراد الحج أن يكتب له مناسكه ، وقال الإمام مالك لمن سأله عن الإمام أبي حنيفة بعد اجتماعية به : ( رأيت رجلا لو استدل لك على هذه السارية أن تكون ذهبا لأقام عليها الحجة ) ، والأمثلة لا تحصى يعرفها الممارس للعلم . ومصداق ذلك قوله صلى الله تعالى عليه وسلم : ( رب مبلغ أوعى لها من سامع ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ) .
229
نام کتاب : التوسل بالنبي ( ص ) وجهلة الوهابيين نویسنده : أبي حامد بن مرزوق جلد : 1 صفحه : 229