نام کتاب : أدب الحوار في أصول الدين ( سلسلة إعرف الحق تعرف أهله ) نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 42
عليهم فلم يقبلوا منه ما عرض عليهم . وعرض على بني حنيفة وبني عامر بن صعصعة ، أي فقال له رجل منهم : أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك ، ثمّ أظفرك اللّه على من خالفك ، أيكون لنا الأمر من بعدك ؟ فقال : الأمر إلى اللّه يضعه حيث شاء . فقال له : أنقاتل العرب دونك - وفي رواية : أنهدف نحورنا للعرب دونك ، أي : نجعل نحورنا هدفاً لنبلهم - فإذا أظهرك اللّه كان الأمر لغيرنا ؟ ! لا حاجة لنا بأمرك . وأبو عليه » [1] . فإنّ هذا الخبر جديرٌ بالملاحظة الدقيقة . . لقد كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - حين عرض نفسه على تلك القبيلة ودعاهم إلى التوحيد - في أصعب الظروف وأشقّها ، إنّه كان يطلب من القوم - حسب هذه الأخبار - أن يؤمنوا به ويحموه من كيد المشركين وأذاهم . . « فيردّون عليه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أقبح الردّ ، يقولون له : أُسرتك وعشيرتك أعلم بك حيث لم يتبعوك » . إنّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كان يعنيه حتّى الرجل الواحد يؤمن به ويتّبعه ويمنعه من أن يلحقه الأذى من قريش وغيرها .