وَلاَ يَضُرُّكُمْ * أُفّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ) [1] .وفي قضايا نوح عليه السلام . . . قال تعالى : ( قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَة مِّن رَّبِّيَ وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ . . . قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا . . . ) [2] .وهكذا . . في قضايا سائر الأنبياء ، صلوات اللّه وسلامه عليهم أجمعين . الجدل بالحقّ : إقامة الحجّة المعتبرة :ثمّ إنّه قد جاء التعبير عن « الجدال بالباطل » ب « الجدال بغير سلطان » في قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَان أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ ) [3] و « السلطان » هو « الحجّة » سمّيت به لسيطرتها وتسلّطها على القلوب [4] .ومنه يفهم أنّ المراد من « الجدال بالحقّ » ، هو « الجدال بالحجّة » .لكنّ « الحجّة » إنّما يحصل لها « السلطان » على القلوب إذا كانت
[1] سورة الأنبياء 21 : 62 - 67 . [2] سورة هود 11 : 28 - 32 . [3] سورة غافر 40 : 56 . [4] انظر : المفردات في غريب القرآن : 244 مادّة « سلط » .