responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إتحاف أهل الزمان نویسنده : عمر غامسوري    جلد : 1  صفحه : 16


وأما ما نزعتم إليه من التهديد ، وقرعتم فيه بآيات الحديد ، وذكرتم " أن من لم يجب بالحجة والبيان ، دعوناه بالسيف والسنان " ، فاعلم يا هذا أننا لسنا ممن يعبد الله على حرف ، ولا ممن يفر عن نصرة دينه من الزحف ، ولا ممن يظن بربه الظنون ، أو يتزحزح عن الوثوق بقوله تعالى : " فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون " [1] ، ولا ممن يميل عن الاعتصام بالله سرا وعلنا ، أو يشك في قوله تعالى : " قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا " ( 2 ) ، وما بنا من وهن ولا فشل ، ولا ضعف في النكاية ولا كسل ، ننتصر للدين ونحمي حماه ، وما النصر إلا من عند الله .
وأما ما جال في نفوسكم ، ودار في رؤوسكم ، وامتدت إليه يد الطمع ، وسولته الأماني والخدع ، من أنكم من الفئة الذين هم ومن حالفهم ، لا يضرهم من خالفهم ، وأنكم من الطائفة الظاهرين على الحق ، وأن هذه المناقب تساق إليكم وتحق ، فكلا وحاشا أن يكون لكم في هذه المناقب من نصيب ، أو يصير لكم إرثها بفرض أو تعصيب ، فإن هذا الحديث وإن كان واردا صحيحا ، إلا أنكم لم توفوا طريقه تنقيحا ، فإن في بعض رواياته " وهم بالمغرب " وهي تحجبكم عن هذه المناقب ، وتبعدكم عنها بعد المشارق من المغارب .
فانفض يديك ، مما ليس إليك ، ولا تمدن عينيك ، إلى من حرمت عليك ، فإنكاح الثريا من سهيل ، أمكن من هذا المستحيل .
أما أهل هذه الأصقاع ، والذين بأيديهم مقاليد هذه البقاع ، فهم أجدر أن يكونوا من إخواننا ، وتمتد أيديهم إلى خوانها ، لصحة عقائدهم السنية ، واتباعهم سبيل الشريعة المحمدية ، ونبذهم للابتداع في الدين ، وانقيادهم للاجماع وسبيل المؤمنين .
وقد أنبأتنا في هذا الكتاب ، وأعربت في طي الخطاب ، عن عقائد المبتدعة ، الزائغين عن السنة المتبعة ، الراكبين مراكب الاعتساف ، الراغبين عن جمع الكلمة والائتلاف ، فالنصيحة النصيحة ، أن تنزع لباس العقائد الفاسدة وتتسربل العقائد الصحيحة ، وترجع إلى الله وتؤمن بلقاه ، ولا تكفر أحدا بذنب اجتناه ، فإن تبتم فهو خير لكم ، وإن توليتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله .



[1] س 7 / آ 34 - 2 ) س 9 / آ 51

16

نام کتاب : إتحاف أهل الزمان نویسنده : عمر غامسوري    جلد : 1  صفحه : 16
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست