نام کتاب : عبقرية الشريف الرضي نویسنده : زكي مبارك جلد : 1 صفحه : 90
أنست بها عشرين حولا وبعتها * فقد طال وجدي بعدها وحنيني وما كان ظني أنني سأبيعها * ولو خلَّدتني في السجون ديوني ولكن لضعف وافتقار وصبية * صغار عليهم تستهلّ شؤوني فقلت ولم أملك سوابق عبرة * مقالة مكويّ الفؤاد حزين ( وقد تخرج الحاجات يا أمّ مالك * كرائم من ربّ بهنّ ضنين ) ويقال إن المرتضى ردّ النسخة إلى صاحبها بعد قراءة هذه الأبيات وترك الدنانير . أيها السادة : رأيتم كيف كان الشعر يرفع أهله في القرن الرابع ، وكيف كان الشريف يضجر من خموله بين الشعراء . مع أنه كان في نفسه وفي الواقع سيد الشعراء . فلننظر الآن نظرة ثانية نرى بها كيف عظمت منزلة الشعر في القرن الرابع ، حتى استطاع الرضيّ على شرف منبته أن يرى الشعر من أظهر مزاياه كان الشعر في ذلك العصر مما يتحلى به الأمراء والرؤساء ، فكان من أقطابه أمير مصر تميم بن المعز ، وكان من أعلامه السادة الحمدانيون من أمثال سيف الدولة وأبي فراس . وكيف لا يعزّ الشعر في زمن يكون من شعرائه وزراء عظام كأبي الفضل ابن العميد والصاحب ابن عباد كيف لا يعز الشعر في زمن يكون من شعرائه قاض كأبي الحسن الجرجاني وكاتب مثل عبد العزيز بن يوسف ومن عجائب ذلك العصر أن رجاله كانوا في الأغلب يجمعون بين الصناعتين : الشعر والانشاء ، فكانت البلاد تموج موجا بمواكب الخيال والبيان .
90
نام کتاب : عبقرية الشريف الرضي نویسنده : زكي مبارك جلد : 1 صفحه : 90