بزّ زهيرا شعري وهأنذا * لم أرض في المجد أنه هرم أو يرى كلامه فوق كلام الرجال فيقول :
جاءتك محصدة القوى حبّارة * تستعبد الأرواح في الأجسام [1] من لي بإنشاديكها في موقف * أعتدّه شرفا مدى أيامي لا أدّعي فيه الغلوّ وإنما * يوفى على قلل الرجال كلامي [2] أو يقول :
وإن قوافي الشعر ما لم أكن لها * مسفسفة فيها عتيق ومقرف [3] أنا الفارس الوثّاب في صهواتها [4] وكل مجيد جاء بعدي مردف [5] أو يرى لسانه أمضى من السيف فيقول :
وأنا المضارب عن علاك بمقول * ماضي الغرار ولا الجراز المقصل [6] يدمي الجوارح وهو ساكن غمده * ولقلما يمضي بغمد منصل [7] ويرى نفسه فوق الشعراء - إذ كان يبتغي الكرامة ويبتغون المال فيقول :

[1] محصدة القوى : محكمة الفتل . وهي عبارة مجازية . والحبارة . صفة مدح مأخوذة من الحبير وهو البرد الموشى
[2] القلل : جمع قلة بضم القاف وهي أعلى الرأس والسنام والجبل .
[3] العتيق : الشريف . والمقرف ما يداني الهجنة أي أمه عربية لا أبوه . لأن الأقراف من قبل الفحل والهجنة من قبل الأم . والعبارة أيضا مجازية .
[4] الصهوات جمع صهوة وهي مقعد الفارس من الفرس .
[5] المردف كالرديف . والمرتدف هو من يركب خلف الراكب .
[6] القول بكسر الميم هو اللسان . والغرار بكسر الغين حد الرمح والسهم والسيف . والجزار بضم الجيم : السيف القاطع ، والمقصل : على وزن منبر صفة للسيف . من القصل وهو القطع .
[7] المنصل بضم الميم والصاد . السيف .

74