نام کتاب : عبقرية الشريف الرضي نویسنده : زكي مبارك جلد : 1 صفحه : 60
وإن هدمت منك الخطوب بمرّها * فثمّ لسان للمناقب باني [1] مآثر تبقى ما رأى الشمس ناظر * وما سمعت من سامع أذنان وموسوعة مقطوعة العقل لم تزل * شوارد قد بالغن في الجولان [2] وما زلّ منك الرأي والعزم والحجا * فنأسي إذا ما زلَّت القدمان [3] وهو في هذه الأبيات يرى أن مرض الصابي غير ضائر ما دام له قلب ولسان . ونصّه على بلاغة الصابي وهو يعزيه في علته يشرح لكم كيف كان يقدر نعمة الكلام البليغ . ولما مات الصابي رثاه الشريف أكثر من مرة ، وكان كلما رثاه نص على قلمه وبلاغته ، كأن يقول : ثكلتك أرض لم تلد لك ثانيا * أنّى ومثلك معوز الميلاد [4] من للبلاغة والفصاحة إن همى * ذاك الغمام وعبّ ذاك الوادي [5] من للملوك يحزّ في أعدائها * بظبا من القول البليغ حداد [6] من للممالك لا يزال يلمّها * بسداد أمر ضائع وسداد [7] من للجحافل يستزل رماحها * ويردّ رعلتها بغير جلاد [8]
[1] المناقب : المحامد . والمفرد منقبة . [2] العقل : جمع عقال . [3] نأسي من الأسى وهو الحزن . [4] معوز الميلاد : قليل الأمثال . [5] همى الغمام : انهمر . وعب الوادي : سال . [6] الظبا جمع ظبة بالضم هي حد السيف أو السنان . [7] السداد بالكسر : صحة التدبير . وبالفتح صواب . [8] الجحافل جمع جحفل وهو الجيش الكثير ، والرعلة . القطعة من الخيل . والجلاد . القتال .
60
نام کتاب : عبقرية الشريف الرضي نویسنده : زكي مبارك جلد : 1 صفحه : 60