responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عبقرية الشريف الرضي نویسنده : زكي مبارك    جلد : 1  صفحه : 197


بنات السّرى هذا الذي كان قلبه * يسومك أن تصلي بنار العزائم ومن كل وضاح الحسام مشمرا * إذا شحبت فينا وجوه المظالم يمسّح أضغان العدوّ وانما * يقبّل ثغرا من ثغور الأراقم إذا شهد الحرب العوان تدافعت * صدور المواضي في الطلى والجماجم وعفّر فرسان العدا ودماؤهم * جوامد ما بين اللحى والعمائم حدا فقده كلّ العيون إلى البكا * فقطَّع أرسان الدموع السواجم وما خطرت منه على المجد زلة * فيقرع في آثارها سنّ نادم ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة * ألاطم أعناق الرّبا بالمناسم وهل تقذف البيداء رحلي إليكم * تنفّس عن ليلي أنوف المخارم ولا بدّ أن ألقى العدا في حميلة * من الخيل تولي بالقنا والصوارم والجمع بين الفخر والنسيب كثير في شعر الشريف ، وهو شاهد على اشتباك النوازع في تلك الروح ، فذلك قلب يجمع بين العنف واللطف ، والقسوة واللين ، هو قلب عامر النواحي ، فيه حنان الأطفال ، وصيال الأبطال ، يرقّ فتحسبه نسيما ، ويقسو فتحسبه جحيما ، وانظروا كيف يقول وهو يجمع بين الفخر والنسيب :
يا دار ما طربت إليك النوق * الا وربعك شائق ومشوق جاءتك تمرح في الأزمّة والبرى * والزجر ورد والسّياط عليق ونحنّ ما جدّ المسير كأنما * كل البلاد محجّر وعقيق دار تملَّكها الفراق فرّقها * بالمحل من أسر الغمام طليق شرقت بأدمعها المطيّ كأنما * فيها حنين اليعملات شهيق الآن أقبل بي الوقار عن الصبا * فغضضت طرفي والظباء تروق ولو أنني لم أعط مجدي حقه * أنكرت طعم العز حين أذوق

197

نام کتاب : عبقرية الشريف الرضي نویسنده : زكي مبارك    جلد : 1  صفحه : 197
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست