نام کتاب : عبقرية الشريف الرضي نویسنده : زكي مبارك جلد : 1 صفحه : 191
وهي تجربة طريفة فقد كان الشعراء يبدأون قصائد المدح بالنسيب ، وكثر منهم ذلك حتى صح للمتنبي أن ينقدهم فيقول : إذا كان مدح فالنسيب المقدم * أكل فتى قد قال شعرا متيم والمهم أن تعرفوا ما في هذه القصيدة من الشاعرية ، المهم أن تعرفوا أن ذلك الفتى كان يشعر بأنه أعلا من الأماني والزمان فيقول : أمن شوق تعانقني الأماني * وعن ود يخادعني زماني وأي شاعرية أمجد وأعظم من شاعرية من يتمدح بأن جده كفنته السيوف وغسلته الرماح : قضى وجياده حول العوالي * ووفد ضيوفه حول الجفان تكفّنه ظبا البيض المواضي * ويغسله دم السّمر اللدان وهل رأيتم أحلا وأعذب من شاعرية الفارس الذي يتغزل في جواده فيقول : خفيري في الظلام أقبّ نهد * يساعدني على ذمّ الزمان جواد ترعد الأبصار فيه * إذا هزأت برجليه اليدان كأني منه في جاري غدير * ألاعب من عناني غصن بان حييّ الطرف إلا من مكرّ * يبيّن من خلائقه الحسان إذا استطلعته من سجف بيت * ظننت بأنه بعض الغواني ذلكم هو الفارس ، وتلكم هي الفروسية ، والذي يقول هذا الشعر فتى كان يرشّح نفسه لإمارة الحج ، ومنصب القضاء ، ونقابة الأشراف ، وكذلك كان أسلافنا فتيانا يستهويهم جمال الخيل وميادين القتال . وقد ظن جامع الديوان أن الشريف وصف الأسد ، وما وصف
191
نام کتاب : عبقرية الشريف الرضي نویسنده : زكي مبارك جلد : 1 صفحه : 191