نام کتاب : عبقرية الشريف الرضي نویسنده : زكي مبارك جلد : 1 صفحه : 189
ما رأيكم في الطفل الوادع الذي يصرخ فيقول : ستعلمون ما يكون مني * إن مدّ في ضبعيّ طول سني ما رأيكم في الطفل الذي يبدأ بمحاسبة نفسه فيقول : أأدع الدنيا ولم تدعني * يلعب بي عناؤها المعنّي ما رأيكم في الطفل الذي يرى نفسه قرين الزمان : إن كنت غير قارح فإني * أبذّ جرى القارح المسنّ جننت بأسا والشجاع جنى * آثار طعن الدهر في مجني تشهد لي أن الزمان قرني * سوف ترى غبارها كالدجن ما رأيكم في الذي يتشوف إلى مصيره في الفتوّة فيقول : متى تراني والجواد خدني والنصل عيني والسنان أذني وأمي الدرع ولم تلدني إن هذه القصيدة من أنفس ما قال الفتيان ، فليحفظها وليتأدب بها كرام الفتيان . وصحّ لهذا الفارس وهو في السادسة عشرة أن يقول : أمن شوق تعانقني الأماني * وعن ودّ يخادعني زماني وما أهوى مصافحة الغواني * إذا اشتغلت بناني بالعنان عدمت الدهر كيف يصون وجها * يعرّض للضراب وللطعان تعرّفني بأنفسها الليالي * وآنف أن أعرّفها مكاني أنا ابن مفرّج الغمرات سودا * تلاقي تحتها حلق البطان [1]