responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عبقرية الشريف الرضي نویسنده : زكي مبارك    جلد : 1  صفحه : 18


على نهج البلاغة كانت السبب الثاني في نباهة الشريف ، وإنما كانت كذلك لأن الكتاب منسوب إلى علي بن أبي طالب ، وهو في جوهره يؤرخ أخطر المعارك القلمية والخطابية في العصر الاسلامي ، وتصحيحه أو تزييفه يعدّ من المواقف الحاسمة في ذلك التاريخ .
فتصوروا كيف يكون الحال لو لم تشأ المقادير أن يقرن اسم الشريف الرضي باسم علي بن أبي طالب ، تصوروا كيف كانت تحمل ذكراه وهو كاتب مبدع لا يعرف التاريخ الأدبي له أثرا في النثر الفني إلا حين يدّعي أنه المنشئ لتلك الخطب والحكم والعهود .
كان من حظ الشريف الكاتب أن يقرن اسمه باسم علي بن أبي طالب ، وإلا فحدثوني أين رسائله الطوال التي كانت تقع في ثلاث مجلدات تقولون : إن التاريخ تحامل على الشريف بسبب التشيع ، إن صح ذلك فحدثوني كيف سكت عنه أدباء مصر والشام والحجاز والمغرب والأندلس وهم لا يعرفون العصبية ضد التشيع بل حدثوني كيف سكت الشيعة أنفسهم عن رسائل ذلك الكاتب البليغ .
تقولون : إن للشريف الرضي قبة تزار بالكاظمية أهلا وسهلا ، ولكن هل تعرفون لأي معنى يزور الناس قبته بالكاظمية أعيذكم ان تقولوا إنهم يزورونها باسم الأدب والبيان .
إنهم يزورونها لمعنى ديني صرف ، كما يزور المصريون قبة عمر بن الفارض ، ولو لا ما شاع وذاع من أن ابن الفارض من الأولياء لما عرف المصريون أن له ضريحا يزار وتلتمس به البركات وهل عرف المصريون قبر ابن هشام الأنصاري الذي رفع القاهرة مكانا عليا وجعل هامتها في النحو مساوية لهامة بغداد هل عرف المصريون قبر ابن خلدون الذي يعدّ أشرف وأعلم من

18

نام کتاب : عبقرية الشريف الرضي نویسنده : زكي مبارك    جلد : 1  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست