responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عبقرية الشريف الرضي نویسنده : زكي مبارك    جلد : 1  صفحه : 12


التلميذ ، كما يفعل المتحذلقون ، وإنما وقفت منه موقف الصديق من الصديق ، والتشابه بيني وبين الشريف الرضي عظيم جدا ، ولو خرج من قبره لعانقني معانقة الشقيق للشقيق ، فقد عانى في حياته ما عانيت في حياتي : كافح في سبيل المجد ما كافح وجهله قومه وزمانه ، وكافحت في سبيل المجد ما كافحت وجهلني قومي وزماني .
وهذا الترفق في معاملة الشريف ليس نزوة شخصية ، وإنما هو وثبة علمية ، فما كان يمكن أن أكون وفيا للبحث إلا إن سايرت الشاعر الذي أعرض عقله وروحه على تلاميذي ، وهذه هي المزية التي انفرد بها بين أساتذة الأدب العربي .
سايرت الشريف مسايرة الصديق للصديق : فان آمن آمنت ، وإن كفر كفرت ، وإن جدّ الشريف جددت ، وإن لعب لعبت ، إن عقل الشريف عقلت وإن جنّ جننت ، إن قال الشريف إن غاية الرجل العظيم هي الحرب قلت صدقت ، وإن قال : إن الحياة هي الحب ، قلت : والحب حياة ولكني مع هذا عاملته معاملة الصديق الأمين فنبهته إلى عيوبه بتلطف وترفق ، نبهته تنبيها دقيقا جدا لا يفطن إليه إلا الأذكياء - وفي بني آدم أذكياء نبهته إلى عيوبه أكثر من ستين مرة ، وما أظنه يحقد عليّ لأن الصديق الذي في مثل حالي تغفر له جميع الذنوب .
والشواهد في هذا الكتاب كثيرة جدا ، وذلك هو أسلوبي في البحث فأنا اشغل القارئ بالشاعر الذي أدرسه أكثر مما اشغله بنفسي ، وهذه إشارة أرجو أن ينتفع بها المتحذلقون .
اعتمدت على طبعة بيروت وصححت ما صادفني فيها من أغلاط ، وشرحت

12

نام کتاب : عبقرية الشريف الرضي نویسنده : زكي مبارك    جلد : 1  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست