نام کتاب : شرح العينية الحميرية نویسنده : الفاضل الهندي جلد : 1 صفحه : 367
قضى نسكه وقفل إلى المدينة ، وانتهى إلى الموضع المعروف بغدير خم ، وليس بموضع يصلح للنزول ; لعدم الماء فيه والمرعى ، نزل عليه جبرئيل ( عليه السَّلام ) وأمره أن يقيم عليّاً ( عليه السَّلام ) وينصّبه إماماً للناس ، فقال : « ربّ إنّي حديث عهد بالجاهلية » فنزل عليه : أنّها عزيمة لا رخصة فيها ، فنزلت الآية : ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ ) ( 1 ) . فنزل رسول اللّه - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - بالمكان الذي ذكرناه ونزل المسلمون حوله ، وكان يوماً شديد الحرّ ، فأمر رسول اللّه - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - بدوحات هناك فقمّ ما تحتها ، وأمر بجمع الرحال في المكان ، ووضع بعضها على بعض ، ثمّ أمر مناديه فنادى في الناس بالصلاة ، فاجتمعوا إليه وإنّ أكثرهم ليلفّ رداءه على قدميه من شدّة الرمضاء ، وصعد رسول اللّه - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - على تلك الرحال حتى صار في ذروتها ودعا علياً ( عليه السَّلام ) فرقى حتى قام عن يمينه ثمّ خطب الناس فحمد اللّه وأثنى عليه ، ووعظ ونعى إلى الأُمّة نفسه فقال : « إنّي دعيت ويوشك أن أُجيب ، وقد حان منّي خفوقٌ من بين أظهركم ، وإنّي مخلف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض » . ثمّ نادى بأعلى صوته : ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ فقالوا : اللّهمّ بلى . فقال لهم على النسق وقد أخذ بضبعي ( 2 ) علي ( عليه السَّلام ) فرفعهما حتى رُئي بياض إبطيهما وقال : فمن كنتُ مولاه فهذا عليٌّ مولاه ، اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله .