نام کتاب : شرح العينية الحميرية نویسنده : الفاضل الهندي جلد : 1 صفحه : 364
معاشر الناس قولوا ما يرضى اللّه به ( 1 ) عنكم من القول ، فإن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعاً فإنّ اللّه غنيّ عن العالمين فلن تضرّوا اللّه شيئاً ، اللّهمّ اغفر للمؤمنين واغضب على الكافرين ، والحمد للّه ربّ العالمين . فناداه القوم بأجمعهم : نعم سمعنا وأطعنا على أمر اللّه وأمر رسوله بقلوبنا وألسنتنا وأيدينا ، وتداكّوا على رسول اللّه - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - وعلى عليّ ( عليه السَّلام ) وصافقوهما بأيديهم ، فكان أوّل من صافق رسول اللّه - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - : الأوّل والثاني والثالث والرابع والخامس وباقي المهاجرين والأنصار ، وباقي الناس على طبقاتهم وقدر منازلهم منذ الظهيرة إلى أن غاب الشفق الأحمر ، إلى أن صلّيت العشاء والعتمة في وقت واحد ، وواصلوا البيعة والمصافقة ثلاثاً ورسول اللّه - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - يقول كلّما بايع قومٌ : الحمد للّه الذي فضّلنا على جميع العالمين ، وصارت المصافقة سنّة ورسماً يستعملها من ليس له حقّ فيها . روي عن الصادق ( عليه السَّلام ) أنّه قال : لمّا فرغ رسول اللّه - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - من هذه الخطبة رُئي في الناس رجل جميل بهيّ ( 2 ) طيّب الرائحة فقال : تاللّه ما رأيت محمداً ( 3 ) كاليوم ، ما أشد ما يؤكّد لابن عمّه ! وإنّه يعقد له عقداً لا يحلّه إلاّ كافر باللّه العظيم وبرسوله ، ويل طويل لمن حلّ عقده . قال : فالتفت إليه عمر حين سمع كلامه فأعجبته هيئته ، ثمّ التفت إلى النبيّ - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - وقال : أما سمعت ما قال هذا الرجل قال كذا وكذا ؟ فقال النبي - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - : يا عمر أتدري من ذاك الرجل ؟ قال : لا ، قال : ذلك الروح الأمين جبرئيل فإيّاك أن تحلّه ، فإنّك إن فعلت فاللّه ورسوله وملائكته والمؤمنون منك براء ( 4 ) . هذا تمام لفظ ما رواه الطبرسي رحمه اللّه في الاحتجاج .
1 - « به » : من المصدر . 2 - « بهيّ » : من المصدر . 3 - « محمداً » : من المصدر . 4 - أحمد بن عليّ الطبرسي : الاحتجاج : 1 / 133 ح 32 عنه البحار : 37 / 201 ح 86 .
364
نام کتاب : شرح العينية الحميرية نویسنده : الفاضل الهندي جلد : 1 صفحه : 364