نام کتاب : شرح العينية الحميرية نویسنده : الفاضل الهندي جلد : 1 صفحه : 258
ثمّ إنّ المشهور أنّه إذا اتصل به الضمير المرفوع كان على صورته الأصلية ، ومن العرب من يأتي بصورة المنصوب فيقول : عساني وعساك وعساه . واختلفت فيه الأقوال فقيل : إنّ عسى فيه حرف ، كما عرفت ، وقيل : بل عكس عمله تشبيهاً له ب « لعلّ » لتقارب معنييها وهو أيضاً محكي عن سيبويه ، والذي رأيته في الكتاب موافق له ، فإنّه قال في باب ما يكون مضمراً فيه الاسم متحوّلاً عن حاله إذا أُظهر بعده الاسم : وأمّا قولهم « عساك » فالكاف منصوب . قال الراجز ( 1 ) : « يا أبتا علّك أو عساكا » . والدليل على أنّها منصوبة أنّك إذا عنيت نفسك كان علامتك « ني » . قال عمران بن حِطّان ( 2 ) : و لي نفس أقول لها إذا ما * تُنازِعُني لَعَلّي أو عَساني فلو كانت الكاف مجرورة لقال : عساي ، ولكنّهم جعلوها بمنزلة « لعلّ » في هذا الموضع ( 3 ) . انتهى . وعن المبرّد وأبي علي أنّه قد عكس الاسناد فجعل المخبر عنه مخبراً به وبالعكس . وعن الأخفش أنّه يجوز في الضمير فأُقيم المنصوب مقام المرفوع . وأمّا معناه ، فقال سيبويه : « عسى » طمع وإشفاق ، فالطمع في المحبوب والإشفاق في المكروه ، نحو : عسيت أن أموت ( 4 ) . وفي الصحاح : وعسى من اللّه تعالى واجبةٌ في جميع القرآن إلاّ في قوله :
1 - وهو رؤبة . 2 - وهو من القعدية الذين كانوا يقعدون عن الحروب مع أنهم يحثون غيرهم عليها ويزيّنونها لهم ( هامش شرح الرضي : 2 / 447 ) . 3 - كتاب سيبويه : 2 / 374 - 375 . 4 - شرح الرضي : 4 / 214 .
258
نام کتاب : شرح العينية الحميرية نویسنده : الفاضل الهندي جلد : 1 صفحه : 258