نام کتاب : شرح العينية الحميرية نویسنده : الفاضل الهندي جلد : 1 صفحه : 221
فالأوّل كقولك : لو جئتني لأكرمتك . والثاني : كقوله تعالى : ( لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلاّ اللّه لَفَسَدَتا ) ( 1 ) فإنّه مسوق للاستدلال على نفي تعدّد الإله . والسرّ في ذلك أنّها تدل على علّيّة الشرط على تقدير وجوده للجزاء ، وكما يصحّ الاستدلال على عدم المعلول بعدم العلّة يصحّ العكس إذا كانت العلّة منحصرة فيه حقيقة أو ادّعاه . وقد تؤتى بها فيما الجزاء مستمرّ الوجود على تقديري وجود الشرط وعدمه ، وذلك في كلّ ما يكون نقيض الجزاء أليق بالشرط ، ونقيض الشرط أوفق بالجزاء ، كقولك : لو أهنتني لأكرمتك . ومنه قوله تعالى : ( وَلَوْ أَنَّما فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرة أَقْلام ) ( 2 ) الآية . وقول النبي - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - فيما روي عنه في بنت أبي سلمة : أنّها لو لم تكن ربيبتي في حجري ( 3 ) ما حلّت لي ، إنّها لابنة أخي من الرضاعة ( 4 ) . وقول عمر : نعم العبد صهيب لو لم يخف اللّه لم يعصه ( 5 ) . ومن ذلك ذهب بعض النُّحاة إلى أنّها إنّما تدل على امتناع الشرط ولا دلالة لها على امتناع الجزاء ، بل إن كان مساوياً للشرط في العموم لزم انتفاؤه ; للزوم انتفاء المسبب من انتفاء سببه المساوي نحو : لو كانت الشمس طالعة كان النهار موجوداً ، وإن كان أعمّ لم يلزم ; لعدم استلزام انتفاء السبب الخاص انتفاء المسبّب
1 - الأنبياء : 22 . 2 - لقمان : 27 . 3 - من المصدر . 4 - الإمام الشافعي : المسند : ص 434 وفيه أيضاً ( بنت أُمّ سلمة ) ، وكتاب الأُم : 5 / 152 . 5 - محمد بن عبد الله الزركشي : البرهان في علوم القرآن : 365 ، دار إحياء الكتب العربية - 1377 ه القاهرة ، ولسان العرب : 9 / 190 .
221
نام کتاب : شرح العينية الحميرية نویسنده : الفاضل الهندي جلد : 1 صفحه : 221