نام کتاب : شرح العينية الحميرية نویسنده : الفاضل الهندي جلد : 1 صفحه : 216
موضع ، أو جاءُوه بسبب كلام أو طلب ، أو مصحوبين بكلام أو طلب ، أو عجبت من قوم فعلوا كذا من جهة أنّهم فعلوا كذا لكون هذا الصنيع منهم أمراً نادراً خفي السّبب ، أو أنكرتُ منهم هذا الصّنيع ، أو عظم عندي لغرابته جدّاً وإنّما لم يكن له موضع لأنّه كان معلوماً من حال النبي - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - وأمير المؤمنين صلوات اللّه عليه ومن الآيات النازلة في شأنه ومن الأقاويل النبويّة في حقّه : أنّه الخليفة بعده ، وإن كان المراد بالموضع الداعي فالمراد نفي الداعي : الحق ، فإنّ الداعي إلى هذا السؤال إنّما كان رجاء أن ينصّ على أحد منهم أو يفوّض الأمر إليهم . المعاني : فيه مسائل : الأُولى : الإتيان بالجملة الفعلية للإيجاز وللدلالة على التجدّد ، ولكونها أقرب إلى الإنشاء من الاسمية ، وذلك لتقاربهما من جهة أنّ مضمونها متجدّد حادث بعد أن لم يكن ، كما في مضمون الإنشاء ، وللتصريح بالزمان المقصود مع الاختصار . الثانية : تنكير قوم لتحقيرهم بإيهام أنّهم لحقارتهم لا يعرفون ولا يعهدون ، وللدلالة على نكارتهم ، لنكارة صنيعهم كأنّهم لمّا صنعوا ما نُكر ولا يعرف ، فكأنّهم ينكرون ولا يعرفون ، وليتعيّن وصفهم بالنكرة ، إذ لو عرفهم ، لوصفهم بالموصول وصلته ; والأصل في الصلة أن تكون معلومة للمخاطب ; والأصل في الصفة أن تكون مجهولة له ، ولذا قيل : إنّ الأوصاف بعد العلم بها صلات ، والصلات قبل العلم بها صفات ، فأراد أن يدلّ على أنّ هذا الفعل الشنيع الغريب العجيب ليس ممّا يعرفه المخاطب فإنّه من الغرابة بحيث ينكره العقلاء ، فنكر القوم ليقع صفته نكرة فيفيد هذه الفائدة .
216
نام کتاب : شرح العينية الحميرية نویسنده : الفاضل الهندي جلد : 1 صفحه : 216