الشعر كان جملاً بازلاً عظيماً فنحر فجاء امرؤ القيس فأخذ رأسه وعمرو بن كلثوم سنامه وزهير كاهله والأعشى والنابغة فخذيه وطرفة ولبيد كركرته . ولم يبق إلا الذراع والبطن فتوزعناهما بيننا فقال الجزار : يا هؤلاء ! لم يبق إلا الفرث والدم فأمروا لي به فقلنا : هو لك فأخذه ثم طبخه ثم أكله ثم خريه فشعرك هذا من خرء ذلك الجزار ! فقال الفتى : فلا أقول بعده شعراً أبداً . فصل آخر قيل لأبي عبيدة : هل قال الشعر أحدٌ قبل امرئ القيس قال : نعم ! قدم علينا رجالٌ من بادية بني جعفر بن كلاب فكنا نأتيهم فنكتب عنهم فقالوا : ممن ابن خدام قلنا : ما سمعنا به ! قالوا : بلى ! قد سمعنا به ورجونا أن يكون عندكم منه علمٌ لأنكم أهل أمصارٍ ولقد بكى في الدمن قبل امرئ القيس وقد ذكره امرؤ القيس في شعره حيث يقول : الكامل عوجا خليلي الغداة لعلنا * نبكي الديار كما بكى ابن خدام