قَدْ بَاتَ في ظِلّ أَرْطاةٍ تُكَفِّئُهُ * رِيحٌ شَآميّةٌ هَبّتْ بِأَمْطار يَجُولُ لَيْلَتَهُ وَالعَيْنُ تَضْرِبُهُ * مِنْها بِغَيْثٍ أَجَشِّ الرعدِ تَيّار إذا أَرَادَ بِهَا التغميضَ أَرّقَهُ * سَيْلٌ يَدِبّ بِهابي التُّرب مَوّار كَأَنّهُ إذ أَضاءَ البَرْقُ بَهْجَتَهُ * في أَصبهانيّةٍ أَوْ مُصطلي نار أَمّا السَّراة فمنْ دِيباجَةٍ لَهَقٍ * وَفي القَوَائِمِ مثلُ الوشم بالقار حتى إذا غابَ عَنْهُ الليلُ وَانكشَفَتْ * سَمَاؤُهْ عَنْ أَدِيْمِ مُصْحِرٍ عَارِ فَانْصَاعَ كَالكَوْكَبِ الدُّرّيّ مَيْعَتُهُ * غَضْبَانَ يَخْلِطُ مِنْ مَعْجٍ وَإحْضَار فَأَرْسَلُوهُنّ يُذْرِين التُرابَ كَمَا * يُذري سَبَائِخَ قُطْنٍ نَدْفُ أَوْتَارِ حَتّى إذا قُلْتُ : نَالَتْهُ سَوَابِقُهَا * وَأَرْهَقَتْهُ بِأَنْيَابٍ وَأَظْفَارِ أَنْحَى إلَيْهِنّ عَيْناً غَيْرَ غَافِلَةٍ * وَطَعْنَ مُحْتَقِرِ الأُقْرانِ كَرّارِ فَعَفّرَ الضّارِيَاتِ اللاّحِقَاتِ بِهِ * عَفْرَ الغريبِ قِداحاً بَيْنَ أَيْسَار