وَقُوما على بِئْرِ الشُّبَيكِ فأسمِعا * بها الوَحْشَ والبِيضَ الحسانَ الروانيا بِأَنّكُما خَلّفْتُمَاني بِقَفْرَةٍ * تُهيلُ عليّ الرّيحُ فيها السَّوافيا ولا تَنْسَيا عَهْدي خَليليّ إنّني * تَقَطَّعُ أوصالي وَتَبْلى عِظامِيَا فلنْ يَعْدَم الوِلْدَانُ بيتاً يَجُنُّني * وَلَنْ يَعْدَمَ الميراثَ منّي الموالِيا يقولون : لا تُبْعَدْ وهُم يدفِنونني * وأيْنَ مَكانُ البُعْدِ إلاّ مَكانِيا غَدَاةَ غَدٍ يا لَهْفَ نَفْسي على غدٍ * إذا أَدْلجوا عني وخُلّفتُ ثاويا فيا ليْتَ شعري هل تغيّرَتِ الرّحى * رحى الحْرب أو أضْحت بفَلج كماهيا إذا القْومُ حلّوها جميعاً وأَنْزَلوا * لها بَقراً حُمَّ العيونِ سواجِيا وَعِينٌ وَقَدْ كان الظّلامُ يَجُنّها * يَسُفْنَ الخُزامي نَورَها والأقاحيا وَهَلْ تَرَكَ العيسُ المَرَاقيلُ بالضّحى * تَعَالِيَهَا تَعلو المُتونَ القَياقيا إذا عَصِبَ الرُّكْبَانُ بَيْنَ عُنيزةٍ * وبُولانَ عاجُوا المُنْقِياتِ المَهَاريا