فَعَيَنيَ جُودِي بالدّموعِ لمالكٍ * إذا أَرْدَتْ الرِّيحُ الكَنِيفَ المُرَفَّعا وللشَّربِ فابْكي مالكاً ولبُهمةٍ * شديدٍ نواحيهِ على مَنْ تَشَجّعَا وَللضّيْفِ إنْ أَزْجَى طُرُوقاً بَعِيرَهُ * وعانٍ ثَوَى في القِدّ حتى تَكَنّعَا وَأَرْمَلَةٍ تُسْعى بِأَشْعَثَ مُحْثَلٍ * كَفَرْخ الحُبارَى رَأْسُه قد تَصَوّعا فَتىً كَانَ مِخْذاماً إلى الرَّوعِ ركضُهُ * سريعاً إلى الدّاعي إذا هُوَ أَفزَعا وَمَا كان وَقَّافاً إذا الخَيْلُ أَحجَمَتْ * وَلاَ طائِشاً عِنْدَ اللّقاءِ مُرَوَّعا وَلاَ بكَهامٍ ناكلٍ عَنْ عَدُوّه * إذا هُوَ لاقَى حاسراً ومُقَنَّعا إذا ضَرّسَ الغَزْوُ الرّجالَ وَجَدْتُهُ * أَخا الحَرْبِ صَدْقاً في اللّقاء سَمَيْذعا وَإنْ تَلْقَهُ في الشَّرْبِ لا تَلْقَ فاحشاً * على الشُّرب ذا قاذورةٍ متزبعا أَبَى الصَّبرَ آياتٌ أَرَاها وإنّني * أَرى كلَّ حَبْلٍ بعدَ حَبْلِكَ أقطعا