responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تذييل سلافة العصر نویسنده : السيد عبد الله الجزائري    جلد : 1  صفحه : 20


وكان رحمه الله منذ حل الشباب تميمته ، قد عقد على اقتناء المعارف عزيمته ، ففارق سكنه وهجر إلى بلاد العجم وطنه ، واشتغل على من هناك من الجهابذة الطائر ذكرهم في الآفاق ، كالملا رجب علي والملا شمسا الجيلاني وأمثالهما من حكماء الإشراق ، إلى أن نبغ بين الأقران والأتراب ، والتقط من فرائد فوائدهم ملء الكم والجيب والجراب . ثم رجع إلى أهله وجيرته محمودا في سريرته وسيرته ، وكان في عنفوان أمره وريعان عمره قاصر الطرف على الفلسفة والمنطق ، لا يلهج بغيرهما ولا ينطق ، ولم يتفرغ للعلوم السمعية ، إلا بعد أن أخلق البرد القشيب ، وخرج من وراء الشباب إلى ذيول المشيب ، فأسف حينئذ وندم ، على تأخير ما أخر وتقديم ما قدم .
وقد بلغني من زهده وكرامته قدس الله روحه ، انه كان في أوقات مجاورته بالحرمين الشريفين قد قل ماله ، ورث حاله ، وكان أحد عظماء العرب قد نذر لله مالا جزيلا يصرفه في وجوه القرب ، فأتاه النبي صلى الله عليه وآله في الطيف وقال : ائت مسجد الخيف ، وابغ رجلا من أولادنا من حليته كذا وكذا فإذا أصبته بالوصف المذكور ، فادفع إليه المال المنذور ، فانتبه الرجل قرير العين ، متأهبا لقضاء الدين ، وتوصل إلى الموسم ، يتخلل الناس ، ويتطلعهم في الهيئة واللباس ، حتى وقع نظره عليه ، فألقى سره وصرته إليه ، فأنف السيد عن القبول ، وقال دعني من هذا الفضول ، لعلك تجد في هذا الجم الغفير ، أخص بهاتيك الصفات ، وأحوج إلى هذا المال مني بكثير ، على أن

20

نام کتاب : تذييل سلافة العصر نویسنده : السيد عبد الله الجزائري    جلد : 1  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست