وكادوا يهدمون القبر المقدّس ، لكن اكتفوا بهدم قباب نساء النّبي وأولاد الرّسول والصّحابة .
وفي سنة 1407 ه‌ في اليوم السّادس من شهر ذي الحجة الحرام المصادف يوم الجمعة وقعت مجزرة مكّة الدامية ، حيث قتل الوهابيون - في وضح النهار - ( 329 ) حاجاً من الإيرانيين وكان معظمهم من النساء والرجال وكبار السن والمعوقين وقد جرح كذلك الكثير من الحجاج جراء ضربهم والاعتداء عليهم بالهروات والعصي والحجارة وقد استشهد أيضاً عدد غير قليل من الحجاج المشاركين في مسيرة البراءة من المشركين الداعية إلى وحدة المسلمين من غير الإيرانيين من العرب والهنود والأفارقة وغيرهم فإنا لله وإنا إليه راجعون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين ( 1 ) .
إجماع الأمة في ردّ هذه الدّعوة الخبيثة :
لقد ردّ على هذه الفرقة وعقائدها المخالفة للإسلام ، وخرافاتهم وتعدياتهم على ساحة الإسلام والمسلمين ، أحياءً وأمواتاً ، كل المسلمين قاطبة ، بمذاهبهم وطوائفهم المتعددة ، وبذلك حصل الإجماع القطعي على خروج الفرقة الوهّابيّة عن جماعة المسلمين ، كما أنّ الذين ردّوا على هذه الفرقة لم ينحصروا ببلادٍ معينة ، بل العلماء من كلّ بلاد المسلمين قاموا بالردِّ على هذه الفرقة ، وأبطلوا بدعتها ، وفندوا مزاعمها ، وزيّفوا خرافاتها .

( 1 ) وللتفصيل عن ما وقع في هذه الغارات من الغزاة الوهابيين راجع : مقدمة كتاب كشف الارتياب للسيّد الأمين ؛ وكذلك كتاب « مكة » للدكتور محمد هادي الأميني .

14