كما يظهر من الاخبار ، ومما فيه من التشويش والاضطراب في كيفية الجمع - لا يصدق عليه التصنيف . وحينئذ فالأولى ذكر كتاب " الديات " لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) المعروف في تلك الأزمان ، وفي بعض الأخبار أنه كان معلقا على سيفه ، وذكره مخالفونا أيضا ، ورواه البخاري في باب كتابة العلم [1] ، وفى " المشكاة " في باب حرم مدينة [2] ، وفي باب الصيد والذبائح [3] ، ورواه في " الصواعق " عن مسلم . فما ذكره الغزالي ناش عن قلة تتبعه أو شدة تعصبه ، وكذا كان الأولى ذكر مصحف فاطمة قبل كتاب سلمان ، إلا أن يقال : إنه ككتاب الجفر وديوان أسامي الشيعة وأمثالها ، لم يكتب لان يتداول بين الناس ، والمقصود ذكر ما كتب في الاسلام لأهله " [4] . قلت : لو سلمنا عدم صدق التصنيف على جمع القرآن الذي في أيدينا فلا يصدق على القرآن المذخور أيضا ، وأي فرق بينهما في هذا المعنى ؟ وأما كتاب " الديات " لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) فلم أجد فيما تتبعته ذكرا من هذا الكتاب ، والمتهم في ذلك قصور تتبعي ، نعم قد أكثر الأئمة ( ع ) في أبواب الديات الاستناد لقضايا علي ( ع ) تارة ، والرواية عنه أخرى ، ووجدت في أبواب
[1] صحيح البخاري 1 / 38 . [2] مشكاة المصابيح 2 / 65 . [3] مشكاة المصابيح 2 / 423 . [4] نفس الرحمن ص 233 - 234 .