إذا كتبوا اعتمدوا على الكتابة وتركوا الحفظ ، فيعرض للكتاب عارض فيفوت علمهم - إلى آخر كلامه [1] . إلا أنه بعد ذلك رجع إلى الحكم باستحباب التدوين و التأليف ، بل بوجوبه لما انتشر الاسلام واتسعت الأمصار . ثم ذكر في الإشارة الثالثة من ذلك الفصل اختلافهم في أول من صنف ، فقال : واعلم أنه قد اختلف في أول من صنف ، فقيل : الامام عبد الملك بن عبد العزيز بن جريح البصري ، المتوفى سنة 155 خمس وخمسين ومائة [2] ، وقيل : أبو النضر سعيد بن أبي عروبة ، المتوفى سنة 156 ست وخمسين ومائة [3] ، ذكرهما الخطيب البغدادي . وقيل : ربيع بن صبيح ، المتوفى سنة 160 ستين ومائة [4] ، قاله أبو محمد
[1] كشف الظنون 1 / 33 . [2] أبو الوليد ، عبد الملك بن عبد العزيز بن جريح المكي ، المتوفى سنة 151 . انظر : مشاهير علماء الأمصار ص 230 ، الفهرست للنديم ص 282 ، التاريخ الكبير 5 / 422 ، تاريخ بغداد 10 / 400 - 407 ، سير أعلام النبلاء 6 / 325 - 336 ، العبر 1 / 163 ، شذرات الذهب 1 / 226 . [3] أبو النضر ، سعيد بن مهران أبي عروبة العدوي البصري ، المتوفى سنة 156 . انظر : طبقات ابن سعد 7 / 273 ، التاريخ الكبير 3 / 504 ، الكامل لابن عدي 3 / 393 ، تهذيب الكمال 11 / 5 - 11 ، سير أعلام النبلاء 6 / 413 - 418 ، الوافي بالوفيات 15 / 263 ، العبر 1 / 173 ، شذرات الذهب 1 / 239 . [4] هو ربيع بن صبيح السعدي البصري ، المتوفي سنة 160 ، من أعيان مشائخ البصرة . انظر : طبقات ابن سعد 7 / 277 ، الكامل لابن عدي 3 / 132 ، التاريخ الكبير 3 / 278 ، تهذيب الكمال 9 / 89 - 94 ، سير أعلام النبلاء 7 / 287 - 290 ، العبر 1 / 179 .