من رأى حاشيته على حاشية الخفري [1] يحكم بأن الواجب على الخفري [2] أن يقرأها عليه ويستفيد منه ، ليحل له مواضعه المشكلة ويحقق له مواقعها المبهمة ، ثم يشكره ويحسن الثناء عليه . وبالجملة لساني في مدحه قاصر ، وبياني في شرح فضله خاسئ خاسر . وله رسالة أنيقة وعجالة دقيقة في " تفسير آية الكرسي " [3] ، قد حقق و دقق وعمق وبين الحق . ثم إنه قد ظهر لي مباينته في الطريقة لوالده العلامة ، إذا والده لم يعتقد للملوك وجودا ولم يرخص لنفسه إليهم سلوكا ، وهو بخلاف والده ، لأنه ألف رسالة التفسير تحفة لملك عصره ، والله يعلم بواطن خلقه - انتهى كلامه . أقول : لا يفهم من آخر كلامه في بيان مباينته لوالده إلا مباينته في سلوكه و معاشرته ، حيث إن أباه كان طالبا للانزواء ، وهو بخلاف ذلك ، والذي يفهم من كلام السيد نعمة الله الجزائري - كما سيأتي نقله - مباينته لوالده في المشرب . وذكره في " اللؤلؤة " ، وذكر مصنفاته ، وقال في حقه : كان فاضلا عالما متكلما جليلا نبيلا ، جامعا لأكثر العلوم سيما في العقليات والرياضيات ، قال بعض
[1] الذريعة 6 / 64 . [2] شمس الدين ، محمد بن أحمد الخفري ، من تلامذة الأمير صدر الدين محمد الدشتكي الشيرازي ، توفى سنة 935 أو 957 . له : حاشية على القسم الإلهي من شرح الجديد للتجريد . انظر : الذريعة 6 / 116 ، ريحانة الأدب 2 / 154 ، كشف الظنون 1 / 351 . [3] الذريعة 4 / 329 .