من خصائص القرن السادس من أهم ما يتميّز به القرن السادس هو القضاء على النشاط الإسماعيلي بالاغتيالات ، وقتل الكثير من علماء أهل البيت تحت شعار القضاء على الإسماعيلية .
وعلى سبيل المثال أورد ابن الجوزي ( ت / 573 ه ) في حوادث سنة 500 ه ، حيث قال : « في ذي الحجة وصل إلى بغداد رأس أحمد بن عبد الملك بن عطاش ، ومعه رأس ولده ، وهو متقدم الباطنية بقلعة أصفهان ، وإن ابن عطاش استولى عليها اثنتي عشرة سنة ، فلما سيقت الممالك إلى السلطان محمد اهتمّ بأمر الباطنية ، فنزل بهذه القلعة فحاصرها سنة فأرسلوا إليه أن ينفذ إليهم من يناظرهم ، فأنفذ فلم يرجعوا ، ثم ضاق الأمر فأذعنوا بالطاعة ، فأخرجهم إلى أماكن التمسوها ، ونقضها في ذي القعدة من هذه السنة ، وقتل رئيسها ابن عطاش وسلخه ، وقتل ابنه والقت زوجته نفسها من أعلى القلعة ، ومعها جوهر نفيس ، فهلكت وما معها » [1] .
وفي حوادث سنة 501 ه ذكر الحروب مع صدقة بن مزيد الشيعي وكيفية قتله وأخذ دبيس ابنه ، وإنه حلف على خلوص النية ، فأطلق سراحه ، وزادت القتلى على ثلاثة آلاف ، وأخذ من زوجته خمسمائة دينار وجواهر [2] .
ونتيجة لهذه الحروب المستمرة عمّ الركود في الإنتاج العلمي ، واكتفى الناس بالعكوف على مؤلفات من سبق من علماء مذهب أهل البيت كمؤلفات الشيخ الطوسي قدّس سرّه ، ولو لا الجهود التي تركها الشيخ محمد بن إدريس الحلي ( ت / 589 ه ) في التجديد لاندرس الاجتهاد .
ومن خصائص هذا القرن أيضا : الهجوم على الفلسفة وأهلها ، والدعوة إلى التصوف ، وفي سنة 595 ه اتهم محيي الدين بالفلسفة ، وأمر بعض الفقهاء بإخراجه ،

[1] المنتظم 17 : 101 - 102 .
[2] المنتظم 17 : 108 - 109 .

550