responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فهرس التراث نویسنده : محمد حسين الحسيني الجلالي    جلد : 1  صفحه : 17


بارزا في سيرة النبي صلَّى الله عليه وآله منذ فجر الإسلام ولهذا السبب اهتم بتعليم صبيان المسلمين الكتابة ، حيث جعله شرطا لإطلاق سراح الأسرى في بدر إذا علَّم كل واحد منهم عشرة من صبيان المسلمين الكتابة .
وهكذا كانت سيرته صلَّى الله عليه وآله حتى آخر لحظة من حياته الشريفة ، حيث روى البخاري ( ت / 256 ه ) بإسناده عن ابن عباس قال : « اشتد من رسول الله صلَّى الله عليه وآله وجعه يوم الخميس فقال : ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلَّوا بعده أبدا ، فتنازعوا - ولا ينبغي عند نبي تنازع - فقالوا : أهجر رسول الله ؟ قال صلَّى الله عليه وآله : دعوني فالذي أنا فيه خير ممّا تدعونني إليه » ، وأوصى عند موته بثلاث : « أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزه ، ونسيت الثالثة » [1] .
ومهما اختلفت أقوال العلماء في توجيه موقف من رفض طلب النبي صلَّى الله عليه وآله ، فإن الطلب بحد نفسه يدل على جواز الكتابة ، حيث لا يمكن أن يطلب النبي صلَّى الله عليه وآله ما لا يجوز .
وأقل ما يقال في موقف الذين صدّوا عن أمر النبي : أنهم أساؤا الأدب في منعهم النبي ما طلب إذ كيف يسوغ لهم أن يتهموا النبي الأعظم صلَّى الله عليه وآله بالهجر وهم يؤمنون بنبوّته ؟
وكان موقف النبي من أسدّ المواقف حيث امتنع عن الكتابة بعد هذا الاتهام الظالم فإنهم بهذا الاتهام ، مهّدوا لإبطال مفعول الكتاب حتى وإن كتب . وأنه صلى الله عليه وآله أثبت بطلان هذا الاتهام بموقفه الحصيف حيث أوصاهم بثلاث تدل على بعد النظر ، ومزيد الاهتمام بمستقبل الإسلام والمسلمين ، فالوصية الاولى تؤكَّد على وحدة البلاد الإسلامية بتطهيرها من الشرك ، والوصية الثانية تؤكَّد على استمرار السنّة النبوية والالتزام بها حرفيا .
وغريب أن رواية البخاري لا تذكر الوصية الثالثة للنبيّ صلَّى الله عليه وآله الساهر على مصلحة الإسلام والمسلمين ، ورواية المقريزي ( ت / 845 ه ) تذكر الوصية الثالثة بقوله صلَّى الله عليه وآله :
« أنفذوا جيش أسامة ، قوموا عنّي » [2] . ومن هنا نعرف أن الاتهام الظالم كان من المعارضين لهذه الوصية الثالثة ، والنبي الأعظم بموقفه الحصيف أمرهم بأن يقوموا عنه .
حيث أنهم أبدوا عدم التزامهم بهديه الشريف ، وهذا الموقف يفتقر إلى دراسة أعمق .



[1] صحيح البخاري 4 : 85 .
[2] إمتاع الأسماع 1 : 390 .

17

نام کتاب : فهرس التراث نویسنده : محمد حسين الحسيني الجلالي    جلد : 1  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست