وظهرت في هذا القرن فكرة تأسيس الدول عند الشيعة ، ولعل ذلك يرجع إلى سيادة العدالة من قبل الحكام والولاة ، فلم يروا حاجة إلى تأسيس دول مستقلة بأنفسهم فإنهم يختلفون عن الإسماعيلية والزيود الذين يرون تأسيس الحكم واجبا شرعيّا لهم ، بينما يرى الشيعة الاثنى عشرية أنّ تأسيس الحكم إنّما هو لأجل تحقيق العدالة في المجتمع . وفي هذه الفترة ظهرت دولة بني معروف الشيعية في البطائح والأهواز ، وقد أحاط بها غموض شديد ، ولم يعرف عنها سوى أنّ الخليفة الناصر قضى عليها في سنة 612 ه ، ولعل من أسباب ذلك عدم اهتمامها بالقلم والعلم . وفي سنة 631 ه ملك الموصل بدر الدين لؤلؤ واتخذ منه مركزا لنشر مذهب أهل البيت وأقام مشاهد ومقامات في ضواحيها وقام بزخرفتها وخصص لها سدنة ، كما كان هو بنفسه يقصدها ويتبرك بها ويزورها مع حاشيته ، وكان يحضر هو ورجاله مجالس العزاء للأئمة عليهم السّلام ، ولأجله ألَّف الشيخ عزّ الدين بن رزق الله ( 589 - 661 ه ) كتابا في مصرع الحسين عليه السّلام . وكان لؤلؤ ممّن خدم العلم والفن في الموصل ، ولا تزال آثار أهل البيت عليهم السّلام كثيرة فيه ، وتعتبر من أهم ما احتفظ به الدهر من القرن السابع . دولة آل عصفور الشيعية في البحرين : حكمت الإحساء وكانت لها صلات وثيقة بملوك المغول ودور تجاري بارز : أوّلهم : عصفور بن راشد بن عميرة الأولى ( ت / 633 ه ) . وآخرهم : ماجد بن بدران بن مانع بن عصفور ( ت / 775 ه ) . ومن سمات القرن السابع ظهور مؤلفات في التراجم والتواريخ المستوفية ، منها : الكامل في التأريخ لابن الأثير ( ت / 630 ه ) ، ووفيات الأعيان لابن خلَّكان ( ت / 681 ه ) وسار على منوالها في القرن الذي يليه كلّ من الذهبي ( ت / 748 ه ) وابن كثير ( ت / 774 ه ) .