ابن إدريس الحلي ( 543 - 598 ) [1] أبو جعفر سديد الدين محمد بن منصور بن أحمد بن إدريس بن الحسين بن القاسم ابن عيسى العجلي الحلي الربعي . وصفه المحقق الحلي بقوله : « الشيخ الامام السعيد المحقق ، خير العلماء والفقهاء ، فخر الملة والحق والدين » . ونقل منتجب الدين في فهرسته : « وقال شيخنا سديد الدين محمود الحمصي : هو مخلط لا يعتمد على تصنيفه » . وهذا غريب جدا فإنّ مؤلفات إدريس طافحة بالعربية والأدب والعناية بتراث أهل البيت وخاصة الصحيفة السجادية ، كما ذكرت جهوده في الدراسة المنيفة حول الصحيفة ، وكأنّ نبوغ هذا الرجل جعله معرضا لسهام النقد ، شأنه في ذلك شأن سائر العظماء لعدم قوله بحجية الخبر الواحد ، ولم يكن هذا مما اختص به بل سبقه غيره ، وكأنّه رحمه الله عمل كتابه مستطرفات السرائر دفعا لهذه الشبهة فإنه لم يعهد لأيّ فقيه سعى مثل ، فإن هذا عادة من شأن المحدثين ، وإن كانت لا تخلو مؤلفاته من مؤاخذات شأن كل الفقهاء والمؤلفين ، وقد أنصف البحراني في قوله : « إن فضل الرجل وعلوّ منزلته في هذه الطائفة مما لا ينكر ، وغلطه ، في مسألة من مسائل الفن لا يستلزم الطعن عليه » . ونعم ما قال المامقاني : « وما [ نسبه ابن داود ] إليه من تركه لأخبار أهل البيت عليهم السّلام بالكلية بهتان صرف فإنّه إنّما ترك أخبار الآحاد كعلم الهدى » . قال شيخنا العلامة : « المولود حدود 543 ه لأنه بلغ الحلم 558 ه كما وجد بخط
[1] يراجع : فهرست منتجب الدين : 173 ، لؤلؤة البحرين : 280 ، تنقيح المقال 3 : 77 ، الثقات والعيون : 290 ، مستدرك الوسائل 3 : 483 ، رجال ابن داود : 269 ، لسان الميزان 5 : 65 .