حسب الحاجة ممّا لم نلمس من غيرهما من الأعلام ، وبذلك وضّحا آثارا من التراث الضائع الذي لا يعرف منه سوى عناوين وأسانيد لعلّ يد التتبع تقف عليها .
وفي هذا القرن أيضا حصل تحارب الدول فيما بينها على أساس طائفي ، وفيها قامت دولة السلاجقة من اتباع المذهب الحنفي وقضت على الغزنويين في خراسان وعلى البويهيين في بغداد ، وتوالت على حكومة المسلمين دول السلاجقة في خراسان ( 429 ه ) ، والغزنوية في افغانستان ، والخوارزمية في خوارزم ، والأيوبية بمصر 567 ه ، والمرابطون في المغرب سنة 453 ه ، والمماليك في مصر .
أمّا دول الشيعة في هذا القرن ، فهي :
دولة بني مزيد في ( الحلة - العراق ) :
ظهر في هذا القرن الدولة المزيدية الشيعية ، وهي تنتسب إلى مزيد الأسدي الحلي ( ت / 388 ح ) وأسس الدولة علي بن مزيد في سنة 403 ه في الحلة وأواسط العراق ، واستمرت الدولة في أولاده ، وكان آخرهم علي بن دبيس ( ت / 545 ه ) ، وكانوا حماة للخلافة أحيانا ومعارضين لها اخرى ، وقد قاموا بحماية التجارة والحج ، وكان دبيس مخالفا مع الفاطميين وممثلهم البساسيري في العراق ، ولقّبه الخليفة الفاطمي بسيف الخلافة ، ولكنه لم يقطع علاقاته مع الخليفة العباسي إلى أن توفي سنة 474 ه ، ولما جاء السلاجقة إلى الحكم تعاونوا معه للهجوم على البصرة في سنة 483 ه ، وبنى دبيس الحلة في 495 ه وازدهر العلم في عصره ، وفي 501 ه طالبه السلاجقة أن يدفع إليهم اللاجئين السياسيين لديه فأبى فنقضوا عهده ، مما دعاه إلى التحالف مع عماد الزنكي في الموصل والصليبيين ، وقتله مسعود السلجوقي في سنة 530 ه غيلة .
أولهم : علي بن مزيد الأسدي ( ت / 403 ه ) .
وآخرهم : علي بن دبيس ( ت / 545 ه ) .

450