من خصائص القرن الخامس الحملات الصليبية التي كانت مستمرة من الغرب وكانت أولاها ( 489 - 493 ه ) واستمرت بين جزر ومد إلى 171 عاما ، وقد جوبهت بمقاومة إسلامية شعبية عامة ، وقضى عليها صلاح الدين في الشام بعد مهادنات ومشاورات عديدة تعاقد فيها مع البيزنطيين والأرمن وملك جورجيا . وتعاونوا جميعا للقضاء على الشيعة في مختلف الأقطار والولايات والشعوب ، وافتتحت مدارس لمواجهة الفكر الشيعي في مختلف البلدان منها : القاهرة والشام وحلب .
ومن خصائص هذا القرن الخامس أيضا ظهور الإسماعيلية كحركة فدائية مدرّبة على الاغتيال والإرهاب بالاضافة إلى عناية دينية ونظام سرّي على أسس الدعوة الفاطمية بزعامة الحسن بن الصباح ( ت / 517 ه ) ، واتخذت قلعة ألموت في قزوين مقرا لها ، وكانت تسيطر على العالم الإسلامي في ذلك العهد : بغداد والشام والقاهرة . وقد تبنى الصباح هذا مساندة الزعيم الفاطمي المطرود نزار الفاطمي في 487 ه وكانوا يعرفون بالحشاشين . . . في المغرب ، ومنه تسلسلت الأئمة إلى أن قضى عليهم المغول في سنة 655 ه .
أولهم : نزار بن المستنصر ( ت / 483 ه ) ، وآخرهم : ركن الدين خور شاه الذي قتله هولاكو سنة 653 ه .
وفي هذا القرن أصبح تراث أهل البيت عليهم السّلام موضع الدراسة والبحث في مختلف الطبقات ، وقد لمس المؤلفون فيه التجديد والأصالة ، كما هو ظاهر في مؤلفات الشيخ الطوسي رحمه الله . وكان للدولة البويهية أعظم الأثر في إطلاق الحرية الفكرية لمحبي أهل البيت عليهم السّلام ، وقد سدّ المفيد رحمه الله والآخرون من تلاميذ مدرسة أهل البيت عليهم السّلام كالمرتضى والرضي والطوسي والنجاشي رحمهم الله شواغر في مكتبة أهل البيت عليهم السّلام في عصرهم وان لم يسلموا من النقد ، ونجد في كل من فهرست الطوسي والنجاشي اهتماما بالتراث

449