الإهداء قلّ من يدرس تراث الأقليّات في التّأريخ وخاصّة الأقليّات التي أصبحت هدفا للقتل والتشريد والتمويه والتعتيم والدعايات المغرضة . وكان نصيب أهل البيت النبوي عليهم السّلام من كل الأوفى طول التاريخ لأنّهم استهدفوا دخول التاريخ من أبوابه لا بالقفز من النوافذ والجدران ، ولهذا ثمن باهض يسترخصه من ينشد الحقيقة . والمهمة الرئيسية للباحث المنصف أن يستخلص الجواهر من الحصى ، وهي عملية شاقة تتطلب جهدا مضنيا لا يستسيغه من لم يذق حلاوة العلم والوصول إلى الحقيقة ، كما قال الإمام عليّ عليه السّلام : « الناس أعداء ما جهلوا » [1] . وهذا الفهرس محاولة متواضعة في هذا السبيل كتبته استجابة لطلب الأستاذ المصري سعيد أيوب ، وهو يستحثني في إنهائه ، ولم يكن في الخلد أنّ الأجل يستعجله ، وبلغني نعيه في 2 صفر 1418 ه ، وهو القائل : « واستقر سمعي وبصري وعقلي ولساني وقلبي ودمي على الحقيقة الجلية ، والتي أدعو الله تعالى أن يثبّتنا عليها ، وأن يحيينا حياة آل محمد وأن يميتنا مماتهم ، وأن لا يفرّق بيننا وبينهم يوم العرض عليه » [2] . فإلى روحه الطاهرة أهدي هذه الخطوة المتواضعة في سبيل إحياء تراث أهل البيت عليهم السّلام . محمد حسين الحسيني الجلالي
[1] نهج البلاغة ، قصار الحكم : 172 و 438 . [2] من رسالة الفقيد بتاريخ 7 ربيع الأوّل 1411 ه ، طبعت في مقدمة « دائرة الطهر » للفقيد ، ط / المدرسة الحرّة ، سنة 1418 ه - 1997 م .