من خصائص القرن الثاني الهجري قامت الخلافة العباسية بقيادة محمد بن علي بن عبد الله بن العباس على أساس إعادة الخلافة إلى قرابة الرسول صلَّى الله عليه وآله ، وأنّ الأمويين اغتصبوها منهم ، ولكن العباسيون حصروها في آل العباس ، ودفعوا العلويين عنها وطاردوهم وقاوموهم بأشد أنواع المقاومة وأعنفها ، وسار العباسيون على خطى النظام الأموي في إدارة الحكم بالقوة ، ومخالفة فلسفة التشيّع ، واستمروا في الحكم مدّة حتّى تخللها الضعف في النفوذ وسقطت دولتهم بيد المغول سنة 656 ه . وظهرت في الخلافة العباسية ألقاب مصطنعة ، فاتّخذ أبو جعفر العباسي لقب المنصور لنفسه ، ولقّب ابنه بالمهدي ، وهكذا اتخذ كل خليفة عباسي لنفسه لقبا . وكذلك لقّب الوزراء بألقاب مضافة إلى الدولة كعماد الدولة ، وعضد الدولة ، وأصبح الحكم والقضاء في تلك الفترة وسيلة للرزق . كما وظهرت الدولة الفاطمية لأوّل مرة في المغرب ، وفازت في معارضة العباسيين ، وامتدت من المغرب نحو المشرق ، وحكمت مصر والشام واليمن . ومن مميزات هذا القرن : اهتمام عمر بن عبد العزيز الأموي ( ت / 110 ه ) بجمع التراث الحديثي للنبي صلَّى الله عليه وآله ، واهتمام المنصور العباسي ( ت / 136 ه ) بنقل وترجمة التراث غير الإسلامي المستورد من اليونان وفارس والهند . وفي نفس الوقت قيامه بمطاردة أهل البيت ، فكيف الظن بتراثهم ؟ وكان تنكَّر العباسيين للتراث الإسلامي إلى درجة أنهم بدّلوا السنن النبويّة الإسلامية المبتنية على البساطة بسنن أجنبية تناقضها ، وكان أبو جعفر المنصور العباسي أول من ابتدع تقبيل الأرض بين يديه جريا على عادات الفرس . وهذا التناقض أولد فرقا مختلفة من مرجئة ومعتزلة يتعارض مواقفها تجاه هذا التناقض ، ووجد العباسيون في هذا ذريعة لتفريق كلمة الامة واستخدموا في ذلك طرق مختلفة منها خلق فرق متطرفة للشيعة تضرب بعضها بعضا ، وبهذا أشغلت شيعة أهل البيت