لا نخلو من كذّاب يكذب علينا ، ويسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس . » [1] . وعن الإمام أبي الحسن موسى عليه السلام أنّه قال : « لعن اللَّه محمّد ابن بشير وأذاقه حرّ الحديد ، إنّه يكذب عليّ ، برئ اللَّه منه ، وبرئت إلى اللَّه منه ، اللهمّ إنّي أبرأ إليك ممّا يدّعي في ابن بشير ، اللهمّ أرحني منه » . ثمّ قال : « يا عليّ ، ما أحد اجترأ أن يتعمّد الكذب علينا إلَّا أذاقه اللَّه حرّ الحديد . وإنّ بيانا كذب على عليّ بن الحسين عليه السلام ، فأذاقه اللَّه حرّ الحديد . وإنّ المغيرة بن سعيد كذب على أبي جعفر عليه السلام ، فأذاقه اللَّه حرّ الحديد . وإنّ أبا الخطَّاب كذب على أبي ، فأذاقه اللَّه حرّ الحديد . وإنّ محمّد بن بشير لعنه اللَّه يكذب عليّ ، برئت إلى اللَّه منه . » [2] إلى آخره . حتّى أنّ أصحابهم وأتباعهم الذين تأدّبوا بآدابهم واقتفوا أثرهم ونهجهم قد انتحلوا هذا الخطَّ وساروا على سيرة أئمّتهم صلوات اللَّه عليهم . فهذا يونس بن عبد الرحمن قد سأله بعض الأصحاب - على ما نقل محمّد بن عيسى بن عبيد ، حيث حضر المسألة - فقال له : يا أبا محمّد ، ما أشدّك في الحديث وأكثر إنكارك لما يرويه أصحابنا ، فما الذي يحملك على ردّ الأحاديث ؟ !
[1] رجال الكشّي : 108 / 174 . [2] رجال الكشّي : 482 / 909 .