وكان مجتهدا في الأحكام الشرعية مجازا في ذلك عن غير واحد من العلماء الكرام والفقهاء العظام - زاد الله في علو درجاتهم ، وألحقنا الله بهم ، مع محمد و آله الطيبين الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين - منهم السيد السند و الحبر المعتمد ، الأعلم في زمانه السيد أبو الحسن الأصفهاني قدس سره ، والسيد الجليل والعالم النبيل ، السيد محمد الفيروزآبادي قدس سره . وبالجملة كان والدي صارفا أوقاته في الليل والنهار بالتدريس والتعليم للخواص والعوام ، فلم يبرز من قلمه إلا حواشي على البحار ونهج البلاغة وغيرهما وقال لي يوما : " إني كنت في ليلة بين النوم واليقظة ، فسمعت أذكار الأشجار و الأحجار " وقال لي أيضا : " رأيت في ليلة أن صاحب الزمان عليه السلام قد ظهر وله خيمة بين الأرض والسماء تسير طرف القبلة ، وكنت مع جماعة تذهب لنصرته " . وقال أيضا " كنت مع جماعة في سفر بيت الله الحرام . فلما سرنا إلى المدينة وقربنا منها ، جاءنا الفساق والسراق فمنعونا من زيارة النبي والأئمة صلوات الله عليهم . فاشتد بنا الحزن ، وبكينا وزرنا من بعيد وانصرفنا . فرأى بعض الثقات وهو محمد بن حسن البسطامي في المنام أن رسول الله صلى الله عليه وآله و أمير المؤمنين عليه السلام جاءا إلى شاهرود لتشرفي بزيارتهما وكان تاريخ الرؤيا بعد وقوع المنع بقليل . " ويستظهر من ذلك قبولهما صلوات الله عليهما زيارته . وكان والدي قد يسافر من شاهرود إلى مشهد الرضا المقدسة ماشيا مرات كثيرة - لعله كان أزيد من أربعين مرة - وتشرف بزيارة بيت الله الحرام والأعتاب المقدسة مرات عديدة . وقد توفى قدس سره في وقت السحر في ليلة 20 من شهر رمضان سنة 1384 ه . ق . وقلت في تاريخ وفاته : " رفت بجاى بقاء حجت اسلام ما " : 1384 . وقلت أيضا : " هو داخل في الرحمة " : 1384 . نشأته العلمية تتلمذ رحمه الله مقدمات العلوم وسطوح الأصول والفقه بالإضافة إلى