نام کتاب : كليات في علم الرجال نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 94
كانوا يجوزون التعدي عنها ، وكانوا يعدون التعدي ارتفاعا وغلوا حسب معتقدهم ، حتى إنهم جعلوا مثل نفي السهو عنهم غلوا ، بل ربما جعلوا مطلق التفويض إليهم أو التفويض الذي اختلف فيه كما سنذكر أو المبالغة في معجزاتهم ونقل العجائب من خوارق العادات عنهم ، أو الاغراق في شأنهم وإجلالهم وتنزيههم عن كثير من النقائص ، وإظهار كثير قدرة لهم ، وذكر علمهم بمكنونات السماء والأرض ( جعلوا كل ذلك ) ارتفاعا أو مورثا للتهمة به ، سيما بجهة أن الغلاة كانوا مختفين في الشيعة مخلوطين بهم مدلسين . وبالجملة ، الظاهر أن القدماء كانوا مختلفين في المسائل الأصولية أيضا فربما كان شئ عند بعضهم فاسدا أو كفرا أو غلوا أو تفويضا أو جبرا أو تشبيها أو غير ذلك ، وكان عند آخر مما يجب اعتقاده أو لا هذا ولا ذاك . وربما كان منشأ جرحهم بالأمور المذكورة وجدان الرواية الظاهرة فيها منهم كما أشرنا آنفا أو ادعاء أرباب المذاهب كونه منهم أو روايتهم عنه وربما كان المنشأ روايتهم المناكير عنه ، إلى غير ذلك ، فعلى هذا ربما يحصل التأمل في جرحهم بأمثال الأمور المذكورة إلى أن قال : ثم اعلم أنه ( أحمد بن محمد بن عيسى ) والغضائري ربما ينسبان الراوي إلى الكذب ووضع الحديث أيضا بعد ما نسباه إلى الغلو وكأنه لروايته ما يدل عليه " [1] . إجابة المحقق التستري عن هذه النظرية إن المحقق التستري أجاب عن هذه النظرية بقوله : " كثيرا ما يرد المتأخرون طعن القدماء في رجل بالغلو ، بأنهم رموه به لنقله معجزاتهم وهو غير صحيح ، فإن كونهم عليهم السلام ذوي معجزات من ضروريات مذهب
[1] القوائد الرجالية للوحيد البهبهاني : الصفحة 38 39 المطبوعة في اخر رجال الخاقاني ، والصفحة 8 من المطبوعة في مقدمة منهج المقال .
94
نام کتاب : كليات في علم الرجال نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 94