نام کتاب : كليات في علم الرجال نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 23
يقدر المستنبط على تشخيص الثقة عن غيره ، والصالح للاستدلال عن غير الصالح ، إلى غير ذلك من الأمور التي لا يستغني عنها المستنبط الا بالرجوع إلى الكتب المعدة لبيانها . وهناك رأي ثالث يبدو أنه أقوى الآراء في باب حجية الخبر ، وهو أن الخارج عن تحت الظنون المنهية ، هو الخبر الموثوق بصدوره وان لم تحرز وثاقة الراوي ، ومن المعلوم أن إحراز هذا الوصف للخبر ، يتوقف على جمع أمارات وقرائن تثبت كون الخبر مما يوثق بصدوره . ومن القرائن الدالة على كون الخبر موثوق الصدور ، هو العلم بأحوال الرواة الواقعة في اسناد الاخبار . وهناك قول رابع ، وهو كون الخارج عن تحت الظنون التي نهي عن العمل بها عبارة عن قول الثقة المفيد للاطمئنان الذي يعتمد على مثله العقلاء في أمورهم ومعاشهم ، ولا شبهة أن إحراز هذين الوصفين أعني كون الراوي ثقة والخبر مفيدا للاطمئنان لا يحصل الا بملاحظة أمور . منها الوقوف على أحوال الرواة الواقعة في طريق الخبر ، ولأجل ذلك يمكن أن يقال : إنه لا منتدح لأي فقيه بصير من الرجوع إلى " علم الرجال " والوقوف على أحوال الرواة وخصوصياتهم ، إلى غير ذلك مما يقف عليه المتتبع في ذلك العلم . وانما ذهب هذا القائل إلى الجمع بين الوصفين في الراوي والمروي ( أي وثاقة الراوي وكون المروي مفيدا للاطمئنان ) ، لان كون الراوي ثقة لا يكفي في الحجية ، بل يحتاج مع ذلك إلى إحراز كون الخبر مفيدا للاطمئنان ، ولا يتحقق إلا إذا كان الراوي ضابطا للحديث ناقلا إياه حسب ما ألقاه الإمام عليه السلام ، وهذا لا يعرف إلا بالمراجعة إلى أحوال الراوي ، ومن المعلوم أن عدم ضابطية بعض الرواة مع كونهم ثقات أوجد اضطرابا في الأحاديث وتعارضا في الروايات ، حيث حذفوا بعض الكلم والجمل الدخيلة في فهم الحديث ، أو نقلوه بالمعنى من غير أن يكون اللفظ كافيا في إفادة مراد الإمام عليه السلام .
23
نام کتاب : كليات في علم الرجال نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 23