نام کتاب : غاية الآمال ( ط.ق ) نویسنده : المامقاني جلد : 1 صفحه : 134
ليحفظها ويمنعها وجعلها مفعولا لقوله فلا تشم باعتبار تقدير الرائحة ولا يراك اللَّه يوما وليلة وأنت تقبل منهم صرفا ولا عدلا قال في المصباح الصرف التوبة في قوله ( عليه السلام ) لا يقبل اللَّه منه صرفا ولا عدلا والعدل الفدية انتهى وعدم قبول الصرف والعدل كناية عن عدم الرضا فأراد الصادق ( عليه السلام ) في هذا الحديث نهيه عن مسالمة السّعادة وأهل النمائم ومصالحتهم والرضا عنهم لكن لا يخفى عليك ان بين تركيبي الحديث والحديث النبوي الَّذي أشار إليه في المصباح تفاوتا لان عطف كلمة عدلا على كلمة صرفا في ذلك الحديث من باب عطف المفرد على المفرد وقد أعيد النفي لإفادة ان النفي المصدر به الكلام ليس راجعا إلى اجتماع المعطوف والمعطوف عليه بل هو متعلق بكل منهما برأسه كما قرر في محلَّه وليس الحال في هذا الحديث على ذلك المنوال لان كلمة صرفا فيه مفعول لقوله تقبل وهو مثبت فلا وجه لإدخال أداة النفي على ما عطف على مفعوله فالوجه ان العطف هنا من قبيل عطف الجملة على الجملة والتقدير لا يراك اللَّه يوما وليلة وأنت تقبل منهم صرفا ولا يراك اللَّه يوما وليلة وأنت تقبل منهم عدلا واحذر مكر خوزيّ الأهواز قال في المجمع بعد ذكر مثل هذه الفقرة من الحديث الخوز جيل من الناس قاله الجوهري وغيره انتهى فعلى هذا تكون الياء المشددة في أخر الكلمة لنسبة الفرد إلى الكلي كما في أنساني للقواد جمع قائد وهم الذين يقودون الجيش والأحفاد جمع حفد محركة وهو كما في القاموس الخدم والأعوان جمع حافد وأصحاب الشرط والأخماس قال في المجمع في حديث على ( عليه السلام ) لعبد اللَّه بن يحيى الحضرمي يوم الجمل أبشر يا بن يحيى فإنك وأباك من شرطة الخميس أي من نخبه وأصحابه المقدمين على غيرهم من الجند والشرطة بالسكون والفتح الجند والجمع شرط مثل رطب والشرط على لفظ الجمع أعوان السّلطان والولاة وأول كتيبة تشهد الحرب وتتهيأ للموت سموا بذلك لأنهم جعلوا أنفسهم علامات يعرفون بها للأعداء الواحدة شرطة كغرف وغرفة وصاحب الشرطة يعني الحاكم وإذا نسب إلى هذا قيل شرطي بالسكون ردا إلى واحدة كتركي والخميس الجيش انتهى وما أردت ان تصرف في وجوه البر عطف على لفظ جوائزك الذي هو اسم كان في قوله وليكن جوائزك وقوله بعد ذلك من أطيب كسبك خبر كان والتقدير وليكن ما أردت ان تصرف وجوه البرّ من أطيب كسبك من فصل تمركم ورزقكم وخلقكم وخرقكم قال في المجمع خلق الثوب بالضم إذا بلى فهو خلق بفتحتين والخرق بكسر الخاء وفتح الراء جمع خرقة أي من خلقكم وخرقكم وسأنبئك بهوان الدنيا وهو ان شرفها على من مضى يعنى انها كانت حقيرة عند من مضى وكان شرفها حقيرا عندهم فناشده اللَّه والرحم أن يكون هو المقتول بالطف قال في المجمع في الخبر نشدتك اللَّه والرحم أي سئلتك باللَّه وبالرحم إلى ان قال ويقال نشدتك اللَّه أو باللَّه وناشدتك أي سئلتك وأقسمت عليك فقال بمصرعي منك أي كفى مصرعي من مصرعك فالباء زائدة وما وكدي من الدّنيا إلا فراقها قال في القاموس الوكد بالضم السعي والجهد وما زال ذلك وكدي أي فعلى وبالفتح المراد والهم والقصد في بعض حيطانها جمع حائط وهو البستان من النخيل إذا كان عليه حائط فإذا بامرأة قد قحمت علىّ قال في شرح القاموس يقال قحم في الأمر قحوما من الباب الأول إذا رمى بنفسه فيه فجأة بلا روية وفيه ( أيضا ) يقال قحم إليه إذا دنى انتهى وتعديته بعلى انما هي بتضمين معنى الحمل أو الإشراف أو نحوهما فشبهتها ببثينة بضم الباء وفتح الثاء المثلثة والياء المكسورة والنون المفتوحة كجهينة اسم امرأة بنت عامر الجمحي الجمح كزفر من أسامي الرجال وكذا بكسر الجيم اسم رجل وعبد اللَّه بن جمح شاعر والجيم هنا مكسورة و ( الظاهر ) ان نسبة عامر إلى جمح انما هو من جهة كونه جد قبيلة هو منهم ومن هذا القبيل صفوان بن أمية الجمحي ولهذا قال في الوافي في ذيل رواية في سندها صفوان بن أمية الجمحي ما لفظه الجمحي بتقديم الجيم وكسرها انتهى غروف من الدنيا قال في المصباح غرف من الشيء غرفا من باب ضرب وقتل وغريفا انصرف الجنادل جمع جندل كجعفر بمعنى الحجار أمنى بالكنوز وودّها يقال مناه إذا اختبره ويقال منى بكذا على صيغة المجهول أي ابتلى به ويطلب من خزانها بالطوائل جمع طائل اما بمعنى التفضل كما حكى عن الأصمعي في تفسير المثل السائر أعني قولهم ما عنده طائل ولا نائل من قوله الطائل من الطول وهو الفضل والنائل من النوال وهي العطية واما بمعنى النفع والفائدة لكن قيل ان الطائل بهذا المعنى لا يستعمل إلا في خير النفي والمراد بالفوائد أما الفوائد التي يستفيدها الفقراء والمحتاجون منهم أو الفوائد التي تحصل للخزان بسبب الانعام عليهم أعني المثوبات الَّتي تحصل لهم في مقابل انعامهم عليهم وحاصل معنى هذا المصراع هو ان اللَّه ( تعالى ) يطالبهم يوم القيمة بالفوائد فيقول أين فوائدكم التي كان يلزم على أهل الخزائن إفادتها أو تحصيلها فشأنك يا دنيا وأهل الغوائل قال في المجمع واشأن شأنك أي اعمل ما تحسنه فشأنك منصوب على المصدرية انتهى وعلى هذا نقول ان شأنك هنا مفعول مطلق أقيم مقام فعله بعد حذفه وأهل الغوائل مفعول معه والتقدير إشأني يا دنيا شأنك أي اعملي مع أهل الغوائل عملك الذي تحسنينه والغوائل جمع غائلة وهي الفساد وليس في عنقه تبعة لأحد قال في المصباح التبعة والزان كلمة ما تطلبه من ظلامة ونحوها لم يتلطخوا بشيء من بوائقها أي غوائلها وشرورها جمع بائقة وهي في الأصل الداهية ومنه الخبر لا يدخل الجنة من لا يأمن جواره بوائقه وحشره على صورة الذر لحمه وجسده وجميع أعضائه حتى يورده مورده الذر صغار النمل ولحمه وجسده وجميع أعضائه بدل من الضمير المنصوب بقوله حشر وفائدته الإشارة إلى ان الجميع تصير في صورة نملة واحدة لا انّ كل جزء يساوى مقدار نملة من اجزائه يصير نملة وقوله مورده معناه المورد الذي يستأهله ويستحقه من سندس الجنة وإستبرقها وحريرها السندس ما رق من الديباج والإستبرق الديباج الغليظ والديباج من الثياب هو المتخذ من الإبريسم سداه ولحمته ذكر ذلك كله في مجمع البحرين وعلى هذا يراد بالحرير ما كان غير القسمين المذكورين من أقسام الحرير ما دام على المكسو منها سلك أي خيط وهو كناية عن بقاء جزء يسير من تلك الكسوة من الرّحيق المختوم قال في المجمع الرحيق الخالص من الشراب وعن الخليل أفضل الخمر وأجودها والمختوم أي يختم أوانيه بمسك يدل عليه قوله ( تعالى ) « خِتامُهُ مِسْكٌ » أي أخر ما يجدونه منه رائحة المسك انتهى إنه ليس بمؤمن من أمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه فلا تتبعوا عثرات المؤمنين في التفريع إشارة إلى ان من تتبع عثرات المؤمنين فهو ممن أمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه لان من أمن باللَّه بقلبه فهو حبيب اللَّه والحبيب لا يطلب ما يسوء حبيبه وفضحه في جوف بيته أي كشف اللَّه عيوبه وهو متستر وساتر لها مع عدم صدور سبب ظاهر للفضيحة ولا ينتصف من عدوه في شرح القاموس يقال انتصف منه
134
نام کتاب : غاية الآمال ( ط.ق ) نویسنده : المامقاني جلد : 1 صفحه : 134